رفضت قيادة الاتحاد الاشتراكي منح الضوء الأخضر لفريقها النيابي بمجلس النواب، لتعزيز صفوف الأصوات المعارضة من داخل المؤسسة التشريعية، مفضلة حمل الدور نفسه، على أكتافها، ووفق قناعات تؤمن بها، وليس انتظار "التعليمات" لمهاجمة الحكومة. ولم يتأخر رد الاتحاد الاشتراكي، الذي يقوده إدريس لشكر بهدوء، في الرد على تصريحات زعماء الأغلبية، المجتمعين في مقر "الحمامة" بالرباط، نهاية الأسبوع الماضي، والذين اتهمهم اتحاديون بـ "استغفال المغاربة". ورفع الاتحاد الاشتراكي صوته عاليا في العشر الأواخر من رمضان، للمطالبة بحكومة "تحترم ذكاء المغاربة، وتتفاعل بقوة واستباقية مع المتغيرات والمستجدات"، مؤكدا أن "الجَمع بين الهروب إلى الأمام واستغفال المغاربة، والحط من شأن الأدوار الدستورية للمعارضة، يشكل مؤشرا على انزلاق خطير". فالبحث عن الخلاص الفردي، وفق المصدر نفسه، مبدأ رسمي في تعاطي الحكومة مع مختلف القضايا، ويتسع بين الفينة والأخرى، ليتخذ أشكالا مختلفة، تنضاف إلى مكونات الحكومة، منها موقف البحث عن خلاص الأغلبية البرلمانية من القرارات الحكومية، مما يجعل التصدع ذاتيا بامتياز، فلم يقتصر على الأزمة الذاتية للمكونات السياسية للحكومة، بل وصل إلى الحكومة وأغلبيتها البرلمانية من جهة ثانية، وإلى التجاهل والتَنافَر بين المكونات السياسية للحكومة ووزراء التكنوقراط، من جهة ثالثة، ثم غياب الانسجام مع مؤسسات رسمية، من جهة رابعة، إنه الدليل القاطع على عدم تماسكها، وعدم قدرتها على تدبير البيت الداخلي، وبالأحرى قضايا المواطنات والمواطنين. عبد الله الكوزي