مشهد أغضب فعاليات ومدونون حاكموا "سياسة" جوعت فئة عريضة من أمثاله أثار "ضبط" مواطن "يسرق" الخبز بسوق "أحد غفساي" بتاونات، غضبا شديدا وتعاطفا، في أرض الواقع وافتراضيا، بعدما شاع الخبر الصاعقة بين رواد السوق، وتداوله الناس على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي. وصب متفاعلون جام غضبهم على تدهور الأوضاع الاجتماعية لأمثاله، لدرجة يسقط العوز والحاجة كرامة الإنسان في الوحل لأجل كسرة خبز. المشهد مقزز وممنوع على المختلة نبضات قلوبهم، الألين من قلوب حجرية فاقمت الأزمة. أن "يسرق" مواطن خبزا أبشع ما قد يتصور ببادية يبست حقولها وأشجارها وقل ماؤها وابتليت بـ "كيف" لم تتكيف معه. أن يسرق الإنسان ما يأكل "أذل" موقف ممكن حرك غضب فعاليات محلية، طلبت تدخلا ملكيا لإنقاذ أمثاله، وهم ربما كثيرون لا يجرؤون على مد اليد. "خبر مؤلم. فئة تعيش حد التخمة، وأخرى لا تجد خبزا"، يعلق النقابي العياشي كمية، أول من أورد الخبر في تدوينة تفاعل معها وتداولها كثيرون، فاتحين نقاشا استحضر حجم الألم الناتج عن مخلفات أسعار التهبت وأحرقت جيوب فئة عريضة، سيما بالبوادي، وتحامت فيها الأزمة مع توالي سنوات جفاف أباد الحياة في الأرض والشجر والبشر ببادية قحلت. بائع الخبز "ضبطه" متلبسا يمسك "خبزة" استولى عليها. لم يعاقبه كما يفعل رواد الأسواق الأسبوعية بالبادية، التي يعذب فيها كل لص ضبط، في حوادث منحفرة في الذاكرة، ووصلت إلى حد القتل في حالات متعددة. كان رؤوفا بحاله. لم يشهر به ولا اتصل بالدرك والسلطة، طمعا في عقاب ليس أشد مضاضة من مشهد لا يرتضى لعدو، بسبب حاجة أذلته. رواد السوق ممن صادفوا المشهد، لم يوثقوه في أشرطة فيديو ولا تهافتوا لذلك طمعا في نسبة مشاهدة مرتفعة. كثير منهم بكوا حسرة. التعاطف كان كبيرا من الناس الذين تبرعوا واكتتبوا حسب مستطاع كل واحد منهم. جمعوا ما يقيه الجوع والحاجة. أطعموه وأعطوه ما يريد من خبز ويحتاجه لقضاء حاجته وحاجة أبنائه، في موقف قمة في الإنسانية والأخلاق. "الفقر أتى على الأخضر واليابس"، "أصبحنا نعيش أحداث رواية "البؤساء"، "ليس الكل يشتري، هناك فئة لا تستطيع تلبية حاجياتها من المأكل"، "لا تستغرب، كاد الفقر أن يكون كفرا"، "إنه شريف، فما ذنبه وأسرته في أزمة تكاد تعم قرى بالإقليم وغيره؟"... بعض من تفاعلات دعا بعضها للتعامل بالإنسانية اللازمة مع أي حالة مماثلة قد يصادفونها. الإعلامي محمد مريزق، رد في تعليقه، قائلا إنها ليست أول حالة يشهدها السوق منذ تدشينه، مذكرا بـ "سرقة" كيسين من الدقيق بعد طحنه في مطحنة عصرية، "وضعتهما امرأتان لدى تاجر، ولما عادتا لم تجدا لهما أثرا، حتى التاجر لم ينتبه للسارق"، فيما كتب متفاعل "كل واحد وكيفية سرقته للخبز أسي العياشي، الصراع للبقاء"، ولو أن البقاء ليس يسيرا للجميع. حميد الأبيض )فاس(