تكالب جهات خارجية على ثقافتنا يحتم على البرامج المغربية توظيفها قال الفنان سعيد المفتاحي، الملقب ب"سفير الملحون"، ل"الصباح"، "إن التلفزيون المغربي لا يمثلنا من خلال ما يقدمه من برامج وإنتاجات، التي تساهم في رفع منسوب الغضب لدى شريحة واسعة من المغاربة، خاصة مع حلول كل موسم رمضاني". «دائما نطمح أن تعرف قنوات القطب العمومي تطورا، لكن في كل مرة نتفاجأ أننا نسير عكس التيار وأنه بدل من وضع خطوات إلى الأمام نسير إلى الوراء"، يقول المفتاحي، معبرا عن استيائه من عدم الإنصات إلى المشاهد المغربي وتحقيق مطالبه في تقديم برامج في مستوى انتظاراته. "وفي الوقت الذي تتكالب فيه جهات خارجية على ثقافتنا، من خلال محاولة السطو عليها ونسبها إلى نفسها، فإن البرامج المغربية ينبغي أن تعمل على توظيفها للتأكيد على الهوية الثقافية المغربية الأصيلة وترسيخها"، يؤكد المفتاحي. «بدلا من أعمال "تافهة" يكتفي فيها بعض الممثلين ب"تعواج الفم"، لابد من فتح المجال أمام إنتاجات تلفزيونية جادة وهادفة ومرتبطة بالهوية الثقافية المغربية، خاصة أننا نواجه تكالب جهات خارجية"، يقول مفتاحي، مستنكرا ما أسماه "الضحك على الذقون" مع حلول كل موسم رمضاني. ودعا المفتاحي إلى تخصيص الميزانيات الضخمة لإنتاج أعمال تعكس الحس الوطني، بدلا من هدرها لتقديم إنتاجات دون المستوى. واعتبر المفتاحي أن أغلب الإنتاجات الرمضانية تكرس مبدأ الإقصاء لأغلب مناطق المغرب، إذ لا يتم تقديمها سوى بلهجة محلية معينة في استثناء لباقي اللهجات، ما ساهم في مغادرة أغلب المشاهدين لقنوات القطب العمومي نحو قنوات عربية وغربية، بحثا عن الجودة. وغابت موسيقى الملحون والطرب الأندلسي عن شبكات برامج التلفزيون خلال رمضان، يقول المفتاحي، مضيفا "في سنوات ماضية كانت تخصص لها مساحة لعشاقها، إلا أنه حاليا استبدلت ببرامج تثير استياء عارما ولا تساهم في تربية الذوق، بل الإسفاف به». وأكد المفتاحي أن عدم تمثيل التلفزيون للمغاربة راجع إلى التعامل بسياسة التجاهل وعدم فتح المجال أمام كفاءات قادرة على انتشاله من "الحموضة" و"التفاهة" التي يغرق فيها. أمينة كندي