أبطال وفضائح 1 سحبت كل بطولات فرنسا من الدراج الأمريكي وتم توقيفه مدى الحياة في غشت 2012 حفل القرن الحالي بفضائح في مختلف الرياضات، كان وراءها نجوم عالميون، اعتقد الجمهور أنهم وصلوا إلى العالمية بفضل مجهوداتهم الشخصية، قبل أن تنكشف الحقيقة المرة، باستخدامهم لأدوات مساعدة غير شرعية. نعرض في هذه السلسلة من الحلقات، الفضائح التي ضربت أشهر الرياضيين في العالم، ستبقى في التاريخ، وراءها نجوم، مثل الأسطورة الأرجنتيي دييغو مارادونا، والحسناء الروسية ماريا شارابوفا، مرورا بفضيحة الرشوة والاحتيال لجوفنتوس الإيطالي، ثم سقطة الدراج الأمريكي لانس أرمسترونغ، والعداء الأمريكي تايسون غاي. عبد الإله المتقي وصفت قصته ب"احتيال القرن"، فيما اعتبره البعض "أكبر الرياضيين احتيالا على قانون الرياضة في التاريخ". إنه الدراج الأمريكي لانس أرمسترونغ، الذي فاز بسباق فرنسا للدراجات الهوائية، سبع مرات، الذي اتبع "أكثر برامج المنشطات تعقيدا في تاريخ الرياضة". ولد أرمسترونغ في 18 شتنبر 1971، ويحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بسباق طواف فرنسا، قبل أن يصاب بالسرطان في 1996، ليعتزل في 2005، وعاد في 2009، إذ برر ذلك بالتوعية ضد السرطان، إذ لقي تعاطفا كبيرا. في 2012، فجرت الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات، في تقرير ناري، واحدة من أكبر فضائح القرن، بإعلان إيجابية التحاليل التي أعيدت دراستها للدراج الأمريكي أرمسترونغ، أخذت منه خلال طواف فرنسا. وأكدت الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات في تقريرها، أن فريق البطل الأمريكي "يو إس بوستال"، كان على علم ببرنامج المنشطات المتطور، وقرروا مساعدة أرمسترونغ في احتياله، بل قدموا العينات نفسها لدراجين آخرين في الفريق. وتوفر التقرير على 1000 صفحة، إذ أدلى خلاله ما يقارب 30 شخصا بشهادات حول الموضوع، بمن فيهم 15 دراجا، منهم من كان صديقا لأرمسترونغ. ووصف التقرير الأدلة التي ورطت الدراج الأمريكي ب"غير القابلة للشك"، وهي عبارة عن وثائق وعمولات دفعت في حسابات، ورسائل إلكترونية ونتائج تحاليل علمية، واختبارات للدم. وتناول الدراج الأمريكي الشهير عقاقير وأخذ إبر خاصة. ونفى أرمسترونغ ذلك في عدة مناسبات، وقال إن الاختبارات التي قام بها خلال مسيرته الطويلة، لم تظهر أي غش أو مادة محظورة. ونتيجة لذلك، سحبت كل بطولات فرنسا من الدراج الأمريكي، وتم توقيفه مدى الحياة في غشت 2012، قبل أن ينحني للعاصفة، ويعلن قبول العقوبة، وعدم استئنافها، وهو ما شكل صدمة لعشاقه عبر العالم. ورغم ذلك، انتقد أرمسترونغ ومحاميه، الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات، واصفين القضية ب"المفبركة"، وأن الدلائل المحصل عليها لا تثبت شيئا، معتبرين أن تقرير الوكالة "ساخر". واعتبر حدث الكشف عن تقرير الوكالة، الأكثر متابعة إعلامية على الإطلاق، إذ كان تاريخيا بامتياز، وتابعه الملايير عبر العالم. ولم تتوقف معاناة الدراج الأمريكي عند هذا الحد، بل رفعت شركات وعلامات إشهارية، دعاوى قضائية ضده، مطالبين إياه بإعادة التعويضات المالية التي نالها جراء العقود التي أبرمت معه، حين كان يحقق نتائجه الرائعة. وأنتجت أفلام ووثائقات خاصة بالقضية، بعد الكشف عن الفضيحة، وتابعها عدد قياسي من الجماهير عبر العالم، إذ رغم أن الدراج الأمريكي رفض محتواها وتابع بعض شركات الإنتاج قضائيا، غير أنها كانت قريبة جدا من الواقع، وكيف تم استغلال دراجين كأدوات اختبار للمواد المحظورة، ناهيك عن تخصيص فريقه لمنازل وأماكن خاصة لأخذ تلك العينات، بعيدا عن أنظار مراقبي الاتحاد الدولي لسباق الدراجات والوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، التي تمت أيضا مراوغتها بشكل احترافي. أظهرت هذه الأفلام أيضا، كيف أن أرمسترونغ رفض كل هذه الاتهامات، لكنه قبل في النهاية بالعقوبة، بتوصية من بعض المقربين منه، الذين كانوا يرغبون في إنهائها بسرعة، ونصحوه بالاعتراف والانسحاب والاعتزال.