صمدي... أسد من الماضي (الحلقة الأخيرة) والدتي تأثرت لمشاهدة بوهلال يحملني على كتفه بعد عجزي عن السير بسبب الإصابة ارتبط اسم عزيز صمدي بالجيش الملكي والمنتخب الوطني في أواخر ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، واحد من جنود الفريق العسكري، ظل وفيا له إلى آخر يوم في مسيرته الرياضية، وضحى بالدراسة من أجل حمل قميصه، يروي لنا بدايته وأولى مبارياته مع الأسود. صلاح الدين محسن هل لعبت مباراة الإياب؟ > لا لم ألعب مباراة الإياب، لكن المنتخب توفر على جيل كبير من اللاعبين، أمثال البهجة والبدراوي، اللذين سجلا هدفي الفوز والتأهل، والمحترف الوحيد في الفريق هو العزوزي، ولعب في ألمانيا، وقدمنا صورة جيدة في الألعاب الأولمبية، لكن لم نتمكن من التأهل إلى الدور الثاني، وبعد ذلك رحل المدرب الألماني وارنر. من حل مكانه؟ > الإطار الوطني عبد الخالق اللوزاني، رحمه الله، وشرعنا مباشرة في تصفيات كأس إفريقيا 1994، والمعروف على اللوزاني أنه يؤمن بالشباب، ويلعب بطريقة 4-4-2، وحول مكاني من الجهة اليمنى إلى اليسرى، ولعبت التصفيات رسميا، رغم تعزيز الفريق بلاعبين محترفين مثل لصحف. كيف مرت التصفيات؟ > كانت صعبة جدا، بعد أن وضعتنا القرعة مع تونس وإثيوبيا وبنين، ويجب أن يتأهل فريق واحد إلى الدور الموالي، والجميع يتذكر الإقصاء المر من أولمبياد سيول 1988 على يد تونس، وربحنا بنين وإثيوبيا بحصص كبيرة، ووقعت حادثة مع المنتخب الإثيوبي، بعد أن أثقلنا شباكه بخمسة أهداف في الجولة الأولى، بدؤوا في التظاهر بالسقوط، والخروج من الملعب، إلى أن أوقف الحكم المباراة، من أجل عدم تسجيل أكبر عدد من الأهداف، ومرور المنتخب بالنسبة العامة، سيما أن النقط مع تونس كانت متساوية، وإثيوبيا لعبت لفائدة تونس، وتمكنا من الفوز على إثيوبيا في أديس أبابا، بهدف لصفر سجله يوسف فرتوت، ولعبا بعد ذلك في المنزه أمام تونس، وفي صباح المباراة، أخبرنا أن الملك الراحل الحسن الثاني اتصل وطلب منا الفوز على تونس، وأنه راض عنا، وخصص منحة لنا، في الوقت الذي لم يعلن اللوزاني عن التشكيلة، إلا حين دخولنا مستودع الملابس. هل تتذكر التشكيلة؟ > التشكيلة تكونت من أبرامي والنيبت والمصباحي وعزمي والحضريوي ولصحف والحبابي والطاهر والصمدي والشاوش وبويبود، وفي الدقيقة 41 تمكن الرويسي من تسجيل الهدف الأول، وفي الجولة الثانية لعبنا بالطريقة ذاتها، إلى أن تبقت 8 دقائق، ومررت كرة إلى بويبود وتمكن من تسجيل هدف التعادل، وكان بإمكاننا أن نسجل أهدافا أخرى، لكن فشلنا في ذلك. كيف مرت مباراة الإياب؟ > دخلنا تجمعا إعداديا في معهد مولاي رشيد بالمعمورة، والحسن الثاني أرسل لنا شخصا، منح لكل واحد منا 30 ألف درهم، علما أن المنحة حددت من قبله في 20 ألفا فقط، رغم أننا تعادلنا، لكن بعد برهة تمت المناداة علي رفقة بويبود، وقال لنا المرسول إن الملك راض عنا، ومنحنا 30 ألف درهم أخرى، باعتبارنا صاحب التمريرة ومسجل الهدف، ولم يسبق لي أن تسلمت مثل هذه المنحة. كيف صرفتها؟ > تعلم أنه لم يكن في تلك الفترة الهاتف المحمول، لكن تحدثت مع أخي في الهاتف المنزلي، ومنحته المبلغ كاملا، وقلت له بأن يحمله إلى المنزل. هل تأهلتم؟ > نعم تأهلنا وواجهنا السنغال، وفزنا عليه، وكانت آخر مباراة للوزاني، الذي تميزت فترته بالصرامة، قبل أن نفوز على زامبيا في المرحلة الأخيرة. ماذا وقع لك قبل مواجهة زامبيا؟ > كنا مقبلين على إجراء تجمع في فرنسا، وخضنا قبله مباراة إعدادية أمام الجزائر، وأصبت حينها، ولم أتمكن من خوض التجمع مع المنتخب، بعد أن أصبت في الكاحل، ونقلت إلى مستشفى الحي، ولم يتابع والدي الجولة الثانية، التي أصبت خلالها، وفي الغد أخبره جارنا عن أحوالي، فاستغرب والدي واستفسره عن السبب وراء السؤال، فقال له إنني أصبت ونقلت إلى المستشفى، وجاءني إلى الغرفة، فحملني بوهلال على ظهره، ما أثار خوف والدتي.