صمدي... أسد من الماضي 5 اشتهر اسمي عندما سجلت على الرجاء الذي كان يلعب خدمة للوداد ارتبط اسم عزيز صمدي بالجيش الملكي والمنتخب الوطني في أواخر ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، واحد من جنود الفريق العسكري، ظل وفيا له إلى آخر يوم في مسيرته الرياضية، وضحى بالدراسة من أجل حمل قميصه، يروي لنا بدايته وأولى مبارياته مع الأسود. صلاح الدين محسن هل كسبت رسميتك بعد المباراة الأولى؟ > لم يكن ممكنا، بل إن فاريا دفعني للتساؤل عن سبب عدم المناداة علي، وأعطاني انطباعا أنني لم أقم بأي شيء، إذ ينادي علي في مباراة، ولا يستدعيني في أخرى، وكل ذلك من أجل التفاني في التداريب، فبمجرد أخذ وجبة عشاء مع اللاعبين الكبار بالجيش في مرحلة التركيز التي تسبق المباراة، تعتبر لحظة رائعة بالنسبة إلي. كيف تعامل معك فاريا؟ > فاريا قال لي في تجمع مع اللاعبين، أتريد البقاء معنا أم تريد الذهاب إلى المنزل لأنك لن ترتدي القميص غدا؟، فهو إنسان واضح، وطلبت منه البقاء مع اللاعبين، هو كريم وإنساني، لقد كان يمنحنا المنحة كاملة، قبل أن نلعب المباراة. ماهي المباريات التي تتذكرها في بدايتك؟ > مباراة الرجاء الرياضي، ولعبنا في البيضاء، والملعب ممتلئ عن آخره، والغريب أن الرجاء الرياضي يلعب من أجل الفوز، خدمة للوداد الرياضي، الذي نافسنا على البطولة، وحينها لعبت المباراة احتياطيا، وسجلوا علينا الهدف في الدقيقة 85، فثار الجمهور احتفالا، فأدخلني فاريا، فاصطاد الفريق ضربة ركنية، نفذت بسرعة وغير اتجاهها لغريسي، فاستقرت برجلي داخل منطقة الجزاء، وسددتها للمرمى مسجلا هدف التعادل، فأطفأت الجمهور بكامله. إذ من تلك اللحظة التي سجلت فيها هدفا على الرجاء، داع اسمي بين الجمهور. وبعد تلك المباراة، بدأ ينادي علي في المباريات، التي لعبناها في مركب الرباط، سيما أن الجميع تحدث عن سرعتي وانطلاقاتي في الجهة اليمنى، وفاريا قال لي إنني أتوفر على إمكانيات كبيرة، وعلي عدم الاحتفاظ بالكرة كثيرا. هل اتبعت تعليماته؟ > أعتقد أن هذه التعليمات، دفعتني لأصبح من أفضل اللاعبين الذين لديهم تمريرات حاسمة، وهذه من الأمور، التي زادتني شهرة، إلى أن أصبح جل اللاعبين الذين تخرجوا من المدرسة في الفريق الأول، ولم يتبق معنا سوى بعض اللاعبين فقط، أبرزهم عبد السلام لغريسي وشيشا والتهامي والبرازي. وأذكر أننا أنهينا الموسم في الرتبة الثانية، وخضنا أربع نهايات كأس العرش. ألم تتلق دعوة للمنتخب؟ > تلقيتها في 1990 و1991 على هامش تصفيات ألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي كان مقررا تنظيمها في اليونان 1992، وكانت اللائحة مشكلة من أغلب اللاعبين من البطولة الوطنية، مثل رغيب والركبي من نهضة سطات، والنيبت وعشاب وأبرامي من الوداد، والدميعي والداودي والطاهر والبهجة من الكوكب، وسيمو من طنجة، وبلحوجي من المغرب الفاسي، وعزيم من سيدي قاسم، ومذكر من النادي المكناسي، وأوشلا وحضريوي وبوهلال والرموكي من الجيش، وجوردان من الرجاء. من أشرف على تدريبكم؟ > المدرب الألماني أولغ وارنير، إذ عين مدربا للمنتخب، وكلف بتشكيل منتخب وطني، وتزامن ذلك مع التصفيات الأولمبية 1992، وما ساعدنا على ذلك أننا لعبنا بيننا مدة طويلة، ويعرف كل واحد منا الآخر، وخضنا مباراة مصيرية أمام الكامرون في بلده ذهابا وانتهت بالتعادل دون أهداف، وهناك وقعت لي حادثة، بعد اصطدام مع أحد اللاعبين في الرأس بسبب إحدى الكرات العالية، فأصبت بجرح غائر، وتوقفت المباراة كثيرا، ورفضت الخروج، قبل أن ينزل روجي ميلا، ويطلب مني ذلك وخرجت، وأقنعني بأن أرتق الجرح بالملعب دون استعمال البنج، وكانت لحظات مؤملة جدا، استدعت تكليف شخصين لتثبيتي.