إفطار الشواطئ… الهروب من “روتيني اليومي”

استمتاع بالغروب وصلاة جماعية وتجارة وموسيقى حتى ساعات متأخرة «كل الطرق تؤدي إلى شواطئ البيضاء»، عبارة يرددها أطفال وشباب وأسر خططوا لتناول وجبة الإفطار في شواطئ المدينة، التي امتلأت بالراغبين في الاستمتاع بهواء البحر في رمضان، فكانت النتيجة نزوحا جماعيا، الغرض منه تناول طعام الإفطار، في أجواء عائلية رمضانية، على شاطئ البحر حتى ساعات متأخرة من الليل. أفراد وجماعات يفترشون ملاءات خفيفة، وآخرون تحلقوا حول موائد وجدت لها مكانا ثابتا بين حبات الرمل، فيما أطفال يلعبون هنا وهناك، الشمس تشرف على المغيب، وتداعب أقدامهم مياه بحر يحضنهم جميعا، في بداية مساءات شهر الصيام، فرمضان صارت له نكهة خاصة، بعد أن اختار العديد من السكان إنهاء يوم الصيام على نسائم البحر. امتلأ شاطئ، لا يبعد كثيرا عن المركب السينمائي «ميغاراما»، بعشرات الأشخاص هدفهم تناول طعام الإفطار، في أجواء رمضانية خاصة، فقبل حوالي ساعتين من أذان صلاة المغرب انطلقت «قوافل بشرية» صوب الشاطئ، وتسارعت الأرجل، فحمل بعضهم ما تيسر له من طعام وأفرشة، وهم يسارعون الخطى صوب شاطئ. أصبح شاطئ عين الذياب أقرب إلى منتزه عائلي، يتحول بعد عصر كل يوم إلى ما يشبه موائد الرحمان، تصغر وتكبر حسب عدد الأسرة الواحدة أو الأصدقاء الذين يلتئمون حولها. تقول ربة بيت، أم لثلاثة أطفال، أتوا جميعهم بمعية أصدقائهم لتناول وجبة الفطور بشاطئ عين الذياب. فهذه ليس المرة الأولى التي تخرج فيها أسرتها للإفطار على الشاطئ، «سبق أن قدمنا نهاية الأسبوع الماضي أيضا، كانت أول مرة بصراحة، واستحسنا الأمر كثيرا، سيما أن الإفطار وسط مثل هذه الأجواء مختلف تماما وله نكهة مميزة، لهذا السبب دعونا جيراننا لنتشارك المتعة». اختيار الأم الإفطار على الشاطئ، كما غيرها من عشرات المغاربة الذين تتزايد أعداد الوافدين منهم على الشواطئ يوما عن آخر، مرده ليس فقط ارتفاع درجات حرارة الطقس، بل هو أيضا فرصة للقطع مع الروتين اليومي «سئمنا في الواقع إفطارات المنازل، واخا نكونوا معروضين أو عارضين على شي حد»، تقول زوجة شابة، دون أن تتوقف عن ترتيب ما استقدمته من أوان وأطعمة فوق مائدة تكترى بالشاطئ، مستطردة «حتى الإفطار بالمطاعم، فقد نكهته وما عاد ممتعا كثيرا»، ليرد زوجها أن «الإفطار على البحر ومشاهدة لحظة غروب الشمس له طعم مختلف عن الإفطار في أي مكان آخر، إضافة إلى أن سعادة الأطفال الذين يلعبون بحرية، كل ذلك يجعلنا نقضي لحظات خاصة». قبيل أذان المغرب بدقائق، كان الشاطئ قد امتلأ، على مد البصر، بعشرات الطاولات والكراسي التي اصطفت هناك، ويشرف على تنظيمها عمال المقاهي الشعبية، الذين يستغلون فرصة إقبال الناس على الإفطار فوق رمال الشاطئ، ليعرضوا عليهم خدماتهم بتزويدهم بكراس أو طاولات إضافية، أو أباريق الشاي، علما أن جل زوار الشاطئ يجلبون معهم معدات الإفطار، إذ يتوافدون محملين بالأكياس البلاستيكية وصحون الأكل المغطاة بعناية تحملها النساء والأطفال، فيما يتولى آخرون مهمة توفير المكان المناسب لأسرهم أو رفاق الإفطار وتثبيت المظلات الشمسية، رغم أن الشمس تميل نحو مغيبها أسفل الأفق. بعد أذان المغرب، فضل بعض الزوار أداء الصلاة جماعة على رمال الشاطئ، فيما شرع آخرون في ازدراد وجبة الإفطار، وفضل آخرون، افتتاح المساء الرمضاني بسيجارة، بعد التهام تمرة أو تمرتين على عجل، رغبة في استعادة المزاج المعكر بفعل الصيام. بعد أن أرخى الليل سدوله تدريجيا، واستقر الطعام في بطون الصائمين بعد الإفطار، تحول الهدوء الذي كان يخيم على المكان، إلى جلبة جراء ارتفاع أصوات المتحدثين، وانبعاث الموسيقى، إيذانا ببداية السمر الليلي على الشاطئ. خالد العطاوي

إفطار الشواطئ… الهروب من “روتيني اليومي”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محطات جوية جديدة

15 سنة لعدول في ملف مافيا العقار

مقالات ذات صلة