راليات رمضان يحرص عدد من الشباب والمراهقين على البحث عن طرق لتزجية الوقت في رمضان في انتظار موعد الإفطار، فإذا كان هناك من يكتفي بتنظيم دوريات لكرة القدم في الأحياء أو ممارسة رياضة الجري على الشاطئ والسباحة في البحر، فإن آخرين يتبنون أسلوبا آخر أكثر إثارة وخطورة في الآن نفسه بالتسابق بالسيارات ولعبة "التفحيط". وإذا كان الشباب يتحمسون تحت وقع التصفيقات وصافرات التشجيع، ما يجعلهم يواصلون استعراض مهاراتهم للحصول على أكبر إشادة وإثارة "البوز" بتسجيل فيديوهات براعة كل شخص على حدة، فإنهم لا يدركون أن "رالي السيارات" يمكن أن ينتهي بأحداث مأساوية يذهب ضحيتها إما السائق نفسه أو المتفرجون أو مستعملو الطريق، دون الحديث عن المتابعات القانونية التي تؤدي بالمخالف إلى السجن. وسبق أن شهدت مراكش واقعة مأساوية نتيجة هذا النوع من "لعب الدراري" تمثلت في دهس رجل تصادف مروره مع السباق، إذ أدى التسابق الذي كان بين أربع سيارات يقودها شباب ومراهقون إلى دهس دراجة نارية كان يقودها الضحية، ما انتهى بإصابته بجروح خطيرة ليلفظ أنفاسه الأخيرة على الفور. ووجد المتسابقون أنفسهم معرضين للاعتقال والمساءلة القضائية، إذ تقرر إيقاف المتهم الرئيسي وباقي شركائه واعتقالهم للتحقيق معهم حول الأفعال المنسوبة إليهم، قبل أن تتم متابعتهم في حالة اعتقال ومحاكمتهم كل حسب أفعاله الإجرامية. محمد بها المبارزة بالكلاب في إطار البحث عن الربح السريع دون بذل مجهود فكري أو عضلي، ابتكر عدد من شباب الأحياء طريقة "بطولة الاقتتال بالكلاب المدربة" دون أن يدركوا العواقب الخطيرة لهذا النوع من السلوكات المدانة شرعا وقانونا وإنسانيا. وتشهد عدد من الأحياء الشعبية لجوء الشباب إلى تنظيم معارك شرسة تخوضها الكلاب المدربة مع بعضها البعض، إذ يتم تنظيم حلبة يتحلق حولها جمهور عريض من الشباب والقاصرين لمتابعة مبارزة وحشية يطلق فيها كلب من فصائل متعددة من بينها "بيتبول" و"المالينوا" لمواجهة كلب آخر. وعلى إيقاع انقضاض الكلبين الغريمين على بعضهما البعض يقتتلان بطرق وحشية في مواجهات دامية، ثم يُفصل بينهما بشراسة باستعمال العصي، ولا يتردد أحد المنظمين في شد ذيل الكلب ليبعده عن الآخر، قبل إعلان هوية الكلب الفائز والخاسر، وبالتالي ظفر صاحب الكلب بالجائزة المالية. وفي الوقت الذي يعتقد فيه أصحاب مبادرة الاقتتال بين الكلاب، أن الأمر سيمر بطريقة سلسة ولن يتعدى دقائق معدودة، سرعان ما يجد عدد منهم أنفسهم في مواقف خطيرة إثر تعرض أحد المنظمين أو صاحب الكلب للعض أو خروج الأمر عن السيطرة وإصابة الجمهور المتتبع خصوصا القاصرين والأطفال، وفي أحيان أخرى مواجهات بين البشر إثر عدم تقبل النتيجة المعلن عنها أو لجوء صاحب الكلب المعتدى عليه للاعتداء على الكلب الغريم. م. ب