بن ابراهيم شاب راكم خبرة واختار رفقة زملائه طرقا عصرية لترويج منتوجهم لم يكن طريق نجاح الشاب محمد بن إبراهيم ابن إقليم بولمان، يسيرا ولا خاليا من العثرات والمشاكل. لكنه تحدى الصعاب الذاتية منها والموضوعية، ليصنع لنفسه اسما ضمن منتجي مواد التجميل من مواد طبيعية خالصة، وتسويقها على نطاق واسع وطنيا معتمدا على التطور التكنولوجي ومواقع التواصل الاجتماعي للدعاية لها. قبل 4 سنوات التأم جمعه بزملائه شباب ميسور ببولمان، ليؤسسوا تعاونية "بيت الطبيعة" للمنتجات المحلية المصنوعة بالطريقة التقليدية، انطلاقا مما تزخر به هذه المنطقة من أعشاب ومواد استثمر فيها لصناعة منتوج طبيعي ينافس المصنع من مواد التجميل، في تجربة انضافت إلى تجارب أخرى رائدة بالإقليم ومناطق أخرى. وما كان لهذه التعاونية أن تجد لنفسها موطئ قدم بين نظيراتها، لولا خبرة وتجربة مسؤوليها ومنخرطيها، ومنهم محمد الذي راكم قبل ذلك 3 سنوات من تجربة العمل التعاوني، إذ كانت له بصمة واضحة سيما في تعاونية "صحاري بيو" الحاضنة لأبناء ميسور الساعين في تجارب مختلفة، للكسب من استثمار ذخائر المنطقة الطبيعية. ويؤكد هذا الشاب الثلاثيني، الأب لطفلين، أن المخاض كان عسيرا، لكن شباب التعاونية رفعوا التحدي الجاد وضحوا، فأثمر المجهود ما تحقق اليوم، فيما مازال الركب منطلقا في اتجاه تحقيق مزيد من النجاحات، على أن الحلم سيبقى قائما في انتظار الانفتاح على السوق العالمية والعربية، ما لن يكون ممكنا إلا بالبحث عن شركاء. التعاونية حاليا تنتج بميسور منتوجات التجميل والاستحمام الطبيعية على اختلاف أنواعها وتسهر على تقطير الزيوت الأساسية وصنع الصابون البلدي والكحول الطبيعية ومواد أخرى، بطريقة تقليدية تستغرق أحيانا أسبوعا لإنتاج كمية محددة، مع وجود اختلاف في مدة الإنتاج بين مادة وأخرى وحسب وفرة المادة الخام. ويؤكد محمد أن للتعاونية شركاء نسبة مهمة منهم مختبرات مختصة لإجراء تحاليل على العينات المنتجة لمعرفة درجة جودتها وتوفرها على المعايير المعمول بها، لكسب ثقة الزبناء الذين تحرص على توفير احتياجاتهم حسب الذوق والرغبة، مشيرا إلى أن المأمول البحث عن أسواق أخرى للتسويق على أوسع نطاق داخل الوطن وخارجه. وطالما أن التسويق المحلي بميسور، محدود جدا، فالتعاونية، حسب مسؤولها بن ابراهيم، فتحت متجرا بالدار البيضاء لم تكتف فيه بعرض منتوجاتها، بل فتحته في وجه تعاونيات تنتج مواد أخرى تجميلية وغذائية للصحة والجمال ومن مناطق مختلفة ومتفرقة وفي مجالات متنوعة، كي يجد الزبون كل ما يحتاجه عند أي زيارة للمحل. واعتمدت تعاونية "بيت الطبيعة" على إمكانياتها الذاتية لتسويق منتوجها، مع الاعتماد أيضا على الدعاية والتسويق الإلكتروني سيما عبر صفحتيها في موقعي "فيسبوك" و"أنستغرام"، حل يراه بن ابراهيم، ناجعا لترويج إضافي، لأن "مشكل التسويق أكبر عثرة في طريق التعاونيات" ولمحدودية عدد مبادرات المعارض المحلية والجهوية. ويؤكد أن التعاونية شاركت في بعض المعارض، لكن الأمر لم يتكرر منذ بداية انتشار فيروس كورونا، متمنيا أن تعطى الفرص كافية للمتعاونين في مختلف المناطق، للعرض في معارض دورية سيما أن المجال التعاوني معول عليه في توفير فرص شغل ومشاريع مذرة لدخل مئات الشباب خاصة في القرى المتضررة من آثار الجفاف. وتنتج هذه التعاونية زيوتا نباتية وأساسية من مختلف الأعشاب خاصة "أوراق سيدنا موسى" وأركان وأوراق المورينغا، كما مساحيق تنتجها من جذور الماكا والاشواغاندا، إضافة إلى كريمات متنوعة ومنظفات للوجه من خلاصة البابونج ومستخلصات للحد من تساقط الشعر ومواد لتغذيته وصباغته بألوان مختلفة. وتحرص على إبداع أنواع مختلفة بينها خلطة من الحبوب وبذور مغذية، سيما الشيا والدخ والكتان البني واليقطين وعباد الشمس والشوفان والخشخاش. وتوفر بذور القرع والخردل والقطونة وفاكهة الكوجي، سعيا وراء تنويع منتوجاتها، فيما يتمنى محمد التفكير في التنسيق مع التعاونيات المختصة والمماثلة. حميد الأبيض (فاس)