قاض ودركيون في مستنقع المخدرات 2 اعترافات بخمس عمليات تهريب وبرشاو تتراوح ما بين 21 مليونا و54 هي حكاية مثيرة، فجرتها تسريبات أشرطة من القاعدة العسكرية الخامسة التابعة للبحرية الملكية بالقصر الصغير، عنوانها استغلال آليات الدرك البحري من سيارات ذات دفع رباعي، وزوارق مكتوب عليها الدرك البحري، لتهريب المخدرات. أسقطت الأبحاث قائد المركز البحري ومساعده و11 دركيا آخرين، وبعد تعميق البحث سقط "ليوتنان" بالدرك وعناصر أخرى بمراكز تدريب بمراكش وابن سليمان وابن كرير، وبارونات مخدرات. لكن أصل الحكاية هو سقوط قاض يشتغل نائبا لوكيل الملك بخنيفرة، تبين صلته ببارون جزائري، وبضغطه على الدرك لمساعدته في التهريب. عبد الحليم لعريبي واصلت الفرقة الوطنية للأبحاث القضائية للدرك الملكي، أبحاثها في نازلة الفيديوهات المسربة لنقل المخدرات عبر سيارات المصلحة وزوارق مطاطية تابعة لجهاز الدرك الملكي. وبعد العملية المسجلة ليلة الرابع أبريل 2021، طفت فوق مياه البحر مخدرات عائمة، يبدو أن الدركيين تخلصوا منها، بعد فشل إحدى عملياتهم، وبعدها انتقل زورق على متنه دركيون تابعون للمركز البحري، وانتشلوا المخدرات بالميناء التقليدي للقصر الصغير، ومشطوا المنطقة البحرية رغم علم العديد منهم أن المخدرات تعود لهم، ونقلوا المحجوزات نحو مقر المركز نفسه. أخبرت عناصر الدرك نائب وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بطنجة بموضوع العملية، وفتح محضر في الموضوع، بقي حبرا على ورق، وبعد تسريب الأشرطة وفتح بحث في الموضوع تقاطرت اعترافات المتورطين في القضية، ليتبين أن هناك خمس عمليات تهريب للمخدرات جرى تهريبها بالطريقة نفسها ومن الميناء ذاته، وانطلقت تلك العمليات من 20 مارس 2021 إلى غاية الرابع أبريل من الشهر الموالي. لكن الفضيحة الأكبر أن بعض السيارات التي كانت تنقل المخدرات المعدة للتهريب قصد شحنها في سيارات الخدمة، وبعدها في الزوارق المطاطية التابعة للجهاز، تبين أنها تحمل لوحات ترقيم مزورة ومسجلة في أسماء مجموعة من الدركيين، وأبانت نتائج الخبرة التقنية أنها كانت تحمل الشيرا، وجرى العثور عليها داخل نطاق المؤسسة العسكرية، وتعذر على الضابطة القضائية الوصول إلى بعض مستعمليها من المدنيين، ليتم قطرها بمقر القيادة الجهوية للدرك الملكي بعاصمة البوغاز. وسقط في مقدمة الدركيين قائد المركز البحري بالميناء، ليقر فعلا بواقعة حجز 13 رزمة من المخدرات تطفو على مستوى وادي غلالة دون العثور على أفراد الشبكة الإجرامية مالكة المخدرات المحجوزة، وجرى وضعها بميناء الصيد التقليدي بالقصر الصغير، مؤكدا أنه جرى إشعار النيابة العامة بذلك، قبل أن تفضحه اعترافات الدركيين العاملين تحت إمرته، بعدما أقر دركي مقرب منه في العملية، وكان يكلفه بالقيام بمهام دورية لمراقبة المنطقة البحرية ليلا، إذ كان يتصل به عبر تطبيق "واتساب" ويخبره بجميع التفاصيل، حيث يكلف الأول الثاني بنقل المخدرات عبر مراحل على متن سيارة المصلحة أو سيارات خاصة، يوفرها قائد المركز بنفسه أو عن طريق السيارات الخاصة بالعناصر التابعة له، ونقلها على متن زوارق المصلحة، كما هو موثق بتسجيلات كاميرات المراقبة المركونة داخل القاعدة العسكرية البحرية الخامسة. تهريب دولي صرح الدركي الذي يعتبر بمثابة الذراع الأيمن لقائد المركز البحري، أن العملية الأولى خصت تهريب 18 رزمة من الشيرا، وذلك بتاريخ 22 مارس 2021، مقابل رشوة 54 مليون سنتيم، وعمليتين أخريين بمقابل 21 مليونا و33 مليونا، وكان نصيب القائد هو الثلث، أما الثلثان الآخران فيوزعان على باقي العناصر المشاركة في عمليات التهريب الدولي للشيرا.