النيران التهمت ثماني سيارات معدة للتصدير ومعطيات تقنية تقترب من إيقاف الفاعل تتجه التحقيقات التي يجريها ضباط محترفون بالفرقة الوطنية للأبحاث القضائية للدرك الملكي بالرباط، منذ مساء الاثنين الماضي، إلى اكتشاف أن الحريق الذي نشب بمرأب سيارات معدة للتصدير يخص شركة "بوجو" "بفعل فاعل"، وأتى على ثماني مركبات من نوع "بوجو 208" الجديدة، كانت بمنطقة غير بعيد عن الشركة. وأفاد مصدر "الصباح" أن النيابة العامة، بعدما علمت بوجود شبهات قوية في العمل المدبر سحبت الأبحاث التمهيدية من يد الدرك المحلي، وأناطتها بالفرقة الوطنية للأبحاث القضائية التابعة للجهاز بالرباط، تحت إشراف الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بعاصمة الغرب، الذي توجه شخصيا بمعية ضباط الفرقة الوطنية لإجراء معاينات، بمنطقة التسريع الصناعي "أولاد بورحمة" وأمرهم بمراجعة الكاميرات وبتعميق البحث. واستنادا إلى المصدر نفسه وضحت الكاميرات المثبتة بعض المعطيات في غاية الحساسية يتم استغلالها بشكل جيد، كما جرى العثور على حذاء رياضي، يشتبه تخلي صاحبه عنه بعد فراره أثناء اندلاع النيران، كما تحوم شبهات قوية في حق ثلاثة مستخدمين جرى طردهم قبل أيام، ويسارع فريق البحث عبر المزاوجة بين البحث الميداني والتقني للوصول إلى حقيقة مدبر الفعل الجرمي، للتأكد مما إذا كان الأمر له صلة بفرضية الانتقام. وفي تفاصيل النازلة اندلع الحريق على الساعة العاشرة من مساء الاثنين الماضي، فهرعت الوقاية المدنية إلى مسرح الحادث، وسيطرت على الحريق في حوالي 20 دقيقة، وجرى التنويه بفرقة التدخل، إذ لولا نجاح العملية لكانت النيران التهمت العشرات من السيارات المعدة للتصدير عبر ميناء طنجة المتوسط، كما كانت ستمتد إلى مستودع لقطع الغيار وشركة تشتغل إلى جانب شركة السيارات الفرنسية. ويسارع فريق البحث التمهيدي الزمن لحل اللغز بعدما توصل بنتائج الخبرات الأولية، وشرع في استقراء مضمون الكاميرات المسجلة ليلة الاثنين الثلاثاء الماضيين. يذكر أن الحريق لم يخلف إصابات في الأرواح، واختار الفاعل أو الفاعلون في الحادث، اختبار ما بعد صلاة التراويح للتسلل إلى المرآب المخصص لركن السيارات الجاهزة للتصدير، وإضرام النار فيها، واستمعت الضابطة القضائية في مرحلة أولية إلى الممثل القانوني للشركة الفرنسية حول حجم الخسائر المالية التي تكبدتها. عبد الحليم لعريبي