افتراءات المؤرخين عن تامسنا

رسائل إلى بن طريف البرغواطي 6 ثلاثة منهم كالوا التهم وطعنوا في أهل البلد والمتصفح للتفاصيل سيدحض كل ذلك في كتابه "سبع رسائل إلى صالح بن طريف" يحاول الباحث والأديب شعيب حليفي إعادة كتابة تاريخ أربعة قرون ضائعة من التاريخ الرسمي المغربي، والتي تُعرف بإمارة برغواطة، ببلاد تامسنا، بمثابة رواية أخرى لما جرى انطلاقا من العودة إلى كل المصادر المعلومة. الكتاب محاولة لإعادة تركيب تاريخ في حكاية متحررة من حقائق "زائفة" بقيت طويلا، باعتبارها الصورة الكاملة لأول إمارة مغربية، بُعَيدَ الفتح الإسلامي، مستقلة عن المشرق والخلافة الأموية، أو عن أي سلطة خارجية.في هذه الحلقات نسافر مع صاحب "مساءات الشوق" في متنه التاريخي والأدبي، وهو يخاطب شخصية تاريخية لفها الغموض وكثرت حولها الأقاويل. إعداد: عزيز المجدوب على امتداد البصر والروح وأنتَ في خلوتك الأبدية.. شغلتَهم كثيرا بالتفاصيل، وشَغلتنا بمحبة صريحة. أكتبُ إليك اليوم، ليس ردّا على أحاديث المؤرخين التي لا تستند على وثيقة أو شهادة، وإنما لأن الافتراء يتلاشى أمام عظمة الزمن والتاريخ. ثلاثة مؤرخين كالوا التهم وطعنوا في أهل تامسنا، والمتصفح للتفاصيل ببعض الروية، سيدحض كل ذلك، وقد هيّأت لكَ ملحقا بمنتخبات من ذلك وغيره. ابن عذاري المراكشي الذي عاش في القرن الثالث عشر الميلادي، زمن دولة الموحدين، بعيدا بقرنين وما يزيد عن دولة برغواطة، استقى كل معلوماته من ابن حوقل المشرقي ومن البكري الأندلسي القرطبي، ولم يكن بحاثة أو راوية يروي عن أفواه الناس، أو يمتلك وثائق ثبوتية لما قاله. أما البكري الأندلسي، المتوفى سنة1094م، فكان من عائلة عربية عاشت في الأندلس، وتأمّرت لفترة قبل أن يجور عليها الزمان، فينتقل إلى قرطبة وألمرية مُصاحبا أمراءها، كما سيعيش فترة طويلة من حياته بقرطبة عاصمة الأندلس، وقد دخلها المرابطون. تتلمذ على يديْ أبي العباس العذري وأبي حيان القرطبي، وهما أستاذاه، وعاشا في نفس فترته، ولم يكتبا ما كتبه تلميذهما ! عاش أبو عبيد الله البكري في دولة بني أمية بعدما دحرها المغاربة وأخرجوها من المغرب، ثم جعلوا جوارها حَسنا حفاظا على تلك البلاد التي فتحها المغاربة وفرسان العرب، فقد اطلع على ما كتبه ابن حوقل وجاء في نهاية دولة تامسنا (1063م)، كما اعتمد على رواية مشكوك فيها لسفير بُرغواطي أورد على لسانه رواية غريبة لا يصدقها العقل، وأضاف من عنده ما شاء وما التقطه من أحداث فاختلط عليه الأمر. راويان استقى منهما البكري حكاياته عن بُرغواطة، هما أبو العباس فضل بن مفضل بن عمر المذحجي، وهو من الجزيرة الخضراء، وكان مقرّبا من عباس بن ناصح، وهو أندلسي مصمودي من الجزيرة الخضراء، عاش في فترة حكم يونس حفيد صالح بن طريف (القرن التاسع الميلادي)، وكان نسابة وقريبا من شذونة ووادي برباط ، لكن، لا يوجد له تأليف حول ملوك برغواطة، أو نُقُولٌ عنه في كتب أخرى مما أورده البكري على لسانه. هل لجأ البكري إلى تلفيق الكلام عن يونس على لسان المذحجي لكونه نسابة وثقة وقريب من كورة شذونة بالأندلس؟ الرواية الثانية يرويها البكري عن زمور بن موسى بن هشام بن وارديزن البرغواطي الذي ورد اسمه، فقط، عند البكري بأنه كان مبعوثا لدى الخليفة الأموي الحَكَم المستنصر (سنة 963م)، وجاء معه بمترجم اسمه عيسى بن داود المسطاسي، والذي لم يرد في أي مصدر آخر إلا عند البكري. من أين استقى البكرى خبر المبعوث زمور، هل فعلا كما ورد لدى بعض الباحثين، من عند محمد بن يوسف الوراق الذي كان مؤرخا لدى بلاط الحكم المستنصر وألف له كتبا عن المغرب وافريقيا وربما كان حاضرا حينما جاء المبعوث البرغواطي؟. جميع ما اعتمد عليه البكري لا أثر له ولو في مصادر وسيطة. أما ابن حوقل الذي عاصر سادس ملوك برغواطة، عيسى أبو منصور (952م-978م). فقد اتُهم بولائه للفاطميين، واشتهر بالإغراق في الحديث بلا رواية غميسة أو معاينة مؤكدة.وهو جغرافي وتاجر، ليست له منهجية التاريخ وموهبته، قدِمَ إلى سجلماسة دون أن يدخل تامسنا أو تكون له معرفة بلغة البربر، أو يتصل برجالاتها ويسمع عنهم، لذلك كانت روايته من حكايات الجوار مثل حاطب ليل منقطع. بوكس

افتراءات المؤرخين عن تامسنا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ريع صفقات عمومية لشركات مسؤولين

معلومات قلبت الأبحاث

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات