من قتل الشيخة؟ 5 الغزواني أنكر لكن المعطيات كانت ضده سلسلة واقعية لجريمة قتل غامضة، لفنانة شعبية، تمتهن الرقص وتنشط في فرقة يطلق عليها "الغليميين»، تستغل مناسبات من قبيل نهاية الموسم الفلاحي أو شهر رمضان، لتنظيم جولات وصنع الفرجة في دواوير بإقليم سطات. في صبيحة يوم رمضاني عثر على الضحية جثة في قعر بئر من قبل راع. في البداية كانت مجهولة الهوية وأثبت التشريح أنها اغتصبت وقتلت قبل رميها في الجب. انطلقت الأبحاث وتم اعتقال رئيس الفرقة، إلا أنه بعد أشهر من إيداعه السجن لمحاكمته، ظهرت معطيات جديدة قلبت الملف رأسا على عقب... المصطفى صفر ساهم تحديد هوية الضحية عن طريق المصلحة المختصة في تشخيص البصمات، في التعرف على اسمها وعنوان أسرتها، لتتجه عناصر الدرك الملكي إلى مديونة، وتطرق بابا بأحد الأحياء الشعبية، فخرجت امرأة مسنة، وبعد تحيتها وجه لها الدركي سؤالا عن فلانة، أي اسم الشيخة المدون في سجل بطاقتها الوطنية، ردت الأم بأنها ابنتها وأنها تشتغل رفقة فرقة فنية، وغابت عن المنزل منذ التحاقها بأعضاء الفرقة قبل رمضان ببضعة أيام وأنهم سيشتغلون بدواوير إقليم سطات. كان هذا الخيط الرفيع الذي قاد المحققين إلى البحث عن فرقة الغليميين، التي أحيت سهرات بأقرب الدواوير إلى البئر، لتجمع معلومات عن صحة وجود الفرقة، ومرافقة امرأتين لها، وأن أعضاءها غادروا قبل أيام. اتسعت رقعة البحث عن فرقة الغليميين، لتأتي أخبار أنها توجد بدوار من دواوير مزاب، ويتم التنسيق مع عناصر الدرك المحلي للمنطقة، للوصول إليهم في ظهيرة يوم مشمس من أيام رمضان. بعد أسئلة وأجوبة نقل أعضاء الفرقة إلى مقر الدرك لإنجاز محاضر الاستماع إليهم حول اختفاء زميلتهم. توحدت روايات أعضاء الفرقة في ما يخص المشهد الأخير للراقصة، وخصامها مع الغزواني، كما أكد الجميع أنه ضربها بمطرقة كان يستعملها في تكسير قطع السكر. أطلق سراح الجميع واحتفظ بالغزواني رهن الحراسة النظرية، فخلافه مع الضحية، وصدور نتيجة للتشريح تفيد أنها حامل، وعلاقته الحميمية بها وأشياء أخرى كلها كانت قرائن ضده، سيما أن القتل لم يتم بسبب السرقة. أقسم الغزواني أنه بريء وأنه لم ير الضحية منذ أن غادرت، إلا أن المعطيات المتوفرة كانت ضده، لتتم إحالته على النيابة العامة ومنها على قاضي التحقيق ويودع السجن في انتظار انتهاء التحقيق التفصيلي معه حول القتل العمد والتمثيل بجثة وإخفائها. إنكار بعد أزيد من ثلاثة أشهر من التحقيق التفصيلي مع الغزواني المعتقل، لم يصل قاضي التحقيق إلى اعتراف صريح منه، إذ نفى جملة وتفصيلا أن يكون وراء الجريمة، معترفا بباقي الأحداث الأخرى التي رواها زملاؤه في الفرقة. ذات ظهيرة رن هاتف مركز الدرك الملكي، فرد مستقبل المكالمات، ليجد على الخط شخصا رفض تقديم اسمه، مؤكدا أنه فاعل خير، وأنه سمع بتداول أخبار حول قتل الشيخة، مشيرا إلى معلومة جديدة مفيدة.