أكرد… من قناص إلى مدافع

هكذا بدأت الحكاية 5 رفضت والدته أن يصبح لاعب كرة قدم ولاركيط لعب دورا في تغيير رأيها لم تكن الطريق مفروشة بالورود أمام العديد من نجوم المنتخب الوطني في مونديال قطر 2022، فمنهم من ضاق ذرعا من ضيق الحال والتهميش ومشاكل أسرية واجتماعية أثرت في شخصيتهم، قبل أن يبلغوا المجد والشهرة والمال الوفير. تختلف حكاياتهم ومعاناتهم ومآسيهم وتطلعاتهم وأهدافهم المشروعة، لكن قاسمهم المشترك، هو الدفاع عن الراية الوطنية في معظم المحافل الدولية. في هذه السلسلة نستعرض محطات نجوم عانوا في سبيل لقمة العيش وتحقيق أمنية ممارسة الكرة أولا، ثم حمل القميص الوطني ثانيا. عيسى الكامحي نايف أكرد، من مواليد 30 مارس 1996، سطع نجمه في السنوات القليلة الماضية، وبات اليوم يسمى في ويست هام الإنجليزي "المدافع الصلب"، بعد تجارب ناجحة بالفتح الرياضي وديجون ورين الفرنسيين. في بداية مساره الكروي، لم تسمح والدته بلعبه كرة القدم، وكانت توبخه كثيرا وتصر على إتمامه الدراسة، وأن يمنحها كامل تركيزه، لكنه كان يجد دائما الفرصة لمداعبة كرة القدم مع أصدقائه. أكرد من عائلة كروية بامتياز، إذ لعب والده وأعمامه كرة القدم في وقت سابق، واحتاج لنظام عمل أكاديمية محمد السادس، "رياضة ودراسة"، لينال موافقة والدته لممارسة كرة القدم، مع التركيز أيضا على دراسته. يتحدر أكرد من القنيطرة، إذ قضى جل طفولته مع أخته جواهر، وصاحب والدته كثيرا، رغم قساوتها وصرامتها. من بين الأمور التي ما زال أصدقاؤه يتذكرونها، أنه كان يحب لعب كرة القدم مع أصدقائه دون حذاء، وكان لا يجد حرجا في ذلك، وكان يساعد أمه كثيرا في الأعمال المنزلية. رغم امتناع والدته، حاول أكرد بكل الطرق أن يسجل اسمه في ناد لكرة القدم بالقنيطرة، إذ كان يستغل عطلة نهاية الأسبوع للمشاركة في أكبر عدد من المباريات في الشارع وبعض الملاعب بالمدينة نفسها. كان أكرد أيضا يجمع الأحذية التي كان يلعب بها كرة القدم في منزل العائلة، وهي خطوة كانت تغضب والدته المعلمة، كثيرا، لكونها كانت ترفض لعبه الكرة أصلا. كان يحاول إقناع والدته عن طريق والده وأعمامه، من بينهم عبد المجيد، الذي شارك في مونديال 1994، وكان يعتبرهم قدوة بالنسبة إليه، ويرغب في الوصول إلى ما وصلوا إليه. كان على أكرد انتظار ناصر لاركيط، مدير أكاديمية محمد السادس السابق، ليقنع والدته أن نظام عمل الأكاديمية مناسب لابنها، وأنه لن يفرط في دراسته، وسيحقق حلمه بأن يصبح لاعب كرة قدم عالمي. وافقت والدة أكرد بعد ذلك، على منحه هذه الفرصة، وكانت أول بداية له في عالم كرة القدم، ليكتشفه بعد ذلك لاركيط الذي كان مكلفا بالبحث عن المواهب. شارك أكرد أيضا في صغره في البطولة الوطنية المدرسية لكرة القدم، ولفت الانتباه بشكل كبير، وكانت تلك الفرصة التي تابعه فيها لاركيط. كان على مدير أكاديمية محمد السادس في البداية، أن يدعو والدة أكرد من أجل أن تقف شخصيا على ما تتوفر عليه المنشأة من تجهيزات وظروف استقبال رائعة، وأيضا أقسام تعليم جيدة، فكانت تلك الزيارة مهمة جدا، لتقتنع والدته أخيرا بالسماح له بالانضمام إليها. لعب أكرد في بداية مسيرته مهاجما، قبل أن يقرر مدربوه في الأكاديمية أن يلعب وسط ميدان، وبعدها مدافعا، إذ بدا قوي البنية وذكيا في استخلاص الكرة. كانت والدة أكرد من أكثر متابعيه داخل الأكاديمية، وكانت تزوره باستمرار لمعرفة نتائجه وتطوره. في 2014 تخرج نايف من أكاديمية محمد السادس، ليتوصل بعروض من فرق أوربية، مثل فلنسيا الإسباني، لكن المفاوضات فشلت مع إدارة النادي. أصيب أكرد بخيبة أمل، لكنها لم تدم طويلا، إذ عرض الفتح الرياضي ضمه، فوافق، رغم أن رغبته كانت اللعب في أوربا. الاحتراف كان على أكرد انتظار 2018، ليحقق حلمه بالانضمام إلى ناد أوربي، وبالضبط لفريق "ديجون" الفرنسي، الذي انتدبه في 2020، ثم وقع أكرد مع رين، واعتبر ذلك خطوة كبيرة في مسيرته، قبل أن يكتشف الدوري الإنجليزي العام الماضي مع ويست هام.

أكرد… من قناص إلى مدافع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ركوبي في "الصطافيط"

ريع ضريبي للبنوك بـ 3 ملايير

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات