مشاكل النوم بعد الإفطار أوضح محمد أدهشور، اختصاصي في التغذية والحمية الغذائية، أن من علامات الإفطار غير المتوازن خلال رمضان، الشعور بالنعاس بعد الأكل مباشرة. وكشف أدهشور أن بعض الأطعمة والحلويات والعصائر والمقليات والفطائر المصنوعة من الدقيق الأبيض، ذات مؤشر الجلايسيمي أو السكري المرتفع، بمعنى أن استهلاكها خاصة على معدة فارغة، يدفع الجسم الى امتصاصها بشكل سريع وبالتالي تقوم برفع نسبة السكر في الدم بشكل كبير، ما يؤدي إلى إفراز البنكرياس هرمون الأنسولين بكمية وافرة أيضا من أجل إعادة السكر إلى المستوى الطبيعي "لكن الأمر يتطلب وقتا طويلا خلال فترة الإفطار بسبب ورود كمية كبيرة من الأكل في وقت قصير، ما يتسبب في إبطاء عملية معالجة السكر ووصول كميات كبيرة منه الى الدماغ وبالتالي الشعور بالنعاس". وتابع أدهشور حديثه بالقول إن النوم بعد الإفطار يتسبب في مشاكل صحية كثيرة، فبالإضافة إلى احتمال حدوث مقاومة الأنسولين مع مرور الوقت بسبب استهلاك السكريات، فإن انعدام النشاط البدني الخفيف بعد الإفطار يدفع إلى تخزين فائض السكر على شكل دهون خاصة على مستوى الخصر. كما يسبب النوم بعد الإفطار مشاكل بالجهاز الهضمي، مثل الارتجاع المعدي المريئي وعسر الهضم، مع ما يصاحبهما من شعور بعدم الارتياح والتخمة. كما يفاقم النوم بعد وجبة الإفطار من حدة مشاكل اضطراب النوم خلال رمضان، فمن المعروف أن جودة النوم خلال هذا الشهر تعرف اضطرابا كبيرا بسبب العادات الاجتماعية الليلية، لكن النوم بعد الإفطار يزيد من حدتها وغالبا ما يسبب أرقا كبيرا. و من أجل تفادي المشاكل المرتبطة بالنوم بعد وجبة الإفطار، ينصح بتجنب الإفراط في استهلاك السكريات والعصائر والحلويات، خاصة في بداية الوجبة وعلى معدة فارغة. وينصح باستهلاك الأغذية ذات مؤشر جلايسيمي صغير في بداية وجبة الإفطار، من قبيل الخضر والفواكه الطازجة عوض العصائر والتي لا تسبب إفرازا كبيرا للأنسولين في الدم، إلى جانب تقسيم وجبة الإفطار على مراحل مع شرب الماء وتأجيل استهلاك الأغذية الغنية بالسكريات إلى آخر وجبة. وينصح بعد مرور حوالي ساعة بعد وجبة الإفطار، بالمشي قليلا لمساعدة الجسم على حرق السكريات المستهلكة وتجنب تخزينها. إ. ر