حرمها الجامعي يحتضن القطب الجهوي للابتكار وأول منظومة للجيل الرابع من الصناعة أثبتت الجامعة الأورومتوسطية في نحو عقد من عمرها، ذاتها واحدة من أهم الجامعات المغربية. وتدريجيا تثبت خطواتها في طريق التحول إلى قطب متكامل يمزج بين التكوين واحتضان منشآت صناعية. وتنفرد بتجربة متميزة في ذلك وتكوين طلابها في مدارس وشعب وتخصصات متنوعة ومختلفة تتلاءم وحاجيات سوق الشغل. وتفتح الجامعة الرابعة على المستوى الوطني في تصنيف "تايمز هاير إيدوكايشن"، فضاءها الممتد على مساحة مهمة بجانب الطريق الوطنية المؤدية إلى مكناس، لاحتضان مشاريع مهمة لاستكمال تطويرها في غضون 3 سنوات المقبلة، منها القطب الجهوي للابتكار ومشروع "فاس سمارت فاكتوري"، مساهمة بذلك في تنمية المدينة. قطب الابتكار (أغريتيك) رصد 16.3 مليون درهم ميزانية لإطلاق مشروع جديد وإحداث القطب الجهوي للابتكار )أغريتيك( بهذه الجامعة، للنهوض بقطاع الصناعات الفلاحية والغذائية، من خلال مواكبة ودعم الفاعلين والمستثمرين ورواد الأعمال، وتعزيز البحث والتنمية والتطوير، وتكييف وملاءمة النسيج الفلاحي المحلي مع المعايير الدولية. ويهدف المشروع الذي يعد ثمرة شراكة بين وكالة التنمية الفرنسية وولاية جهة فاس مكناس، إلى تجاوز معيقات تطور الفلاحة بالجهة، كواحدة من المناطق الرائدة في الصناعات الغذائية، بما في ذلك مشاكل تجزيء الملكية وضعف المردودية، وعدم انتظام تهاطل الأمطار وانخفاض منسوب المياه الجوفية والتصحر وانجراف التربة. المشروع واحد من ثلاثة مشاريع رائدة تهم دعم النهوض بسلسلة الصناعات الفلاحية بالجهة الأهم من حيث الإنتاج، إلى جانب إنشاء وحدة صناعية حديثة لمعالجة نفايات الزيتون بتاونات، وإنقاذ وحماية سهل سايس، واستغلال كمية من مياه سد ميدز للسقي عبر إحداث ثلاث محطات للإمداد على طول خمس كيلومترات وإنشاء قناة رئيسية. ويعزز ذلك اهتمام الجامعة بتطوير آليات تدخلها حتى في مجال رقمنة المشاريع بعد إحداث القطب الرقمي للفلاحة والغابات ومرصد الجفاف، إذ تعتبر واحدة من عدة متدخلين وقعوا اتفاقيات، إذ تجمعها آليات تعاون معه في المجالات ذات الاهتمام المشترك من حيث التكوين والبحث العلمي والتقني وتقاسم المعلومة والمعرفة. "فاس سمارت فاكتوري" "فاس سمارت فاكتوري" أول منظومة للجيل الرابع من الصناعة بالمغرب، مخصصة لاحتضان مصانع ذكية ومستدامة، وهو مشروع جارية الأشغال فيه في 11 هكتارا من مساحة هذه الجامعة، بعدما خصصت له 40 مليون درهم ميزانية نصفها مقدم من قبل صندوق المناطق الصناعية المستدامة بوكالة حساب تحدي الألفية. المصنع الذكي لفاس ثمار شراكة بين هذه الوكالة ومجلس جهة فاس المساهم في ميزانيته ب40 مليون درهم، ويروم اقتراح منطقة مندمجة ومستدامة للفاعلين الصناعيين الراغبين في تحديث ورقمنة إنتاجاتهم واحتضان ومواكبة انطلاقة واستدامة المقاولات الناشئة المبتكرة وتعزيز الجيل الرابع من الصناعة باقتراح مبنى مصنع نموذجي. 8 آلاف متر مربع خصصت لإقامة مبنى يستوعب 40 حامل مشروع و30 مقاولة ناشئة مبتكرة و10 شركات متخصصة في الهندسة و5 وحدات للبحث والتطوير، ويحضن خدمات موجهة للمقاولات المبتكرة من الجيل الرابع ووحدة لإطلاق المقاولات الناشئة المبتكرة وخدمات هندسية للصناعة ومختبرات للتطوير والبحث. وينجز هذا المشروع الحاضن أيضا ل93 قطعة أرضية صناعية موجهة للصناعات الذكية، بمبادرة من الجامعة الأورومتوسطية وشراكة مع عدة أطراف متدخلة. ويتوخى تطوير منطقة صناعية مستدامة لتلبية متطلبات تحسين الإنتاجية الصناعية والأداء البيئي والاجتماعي والاستفادة من مفاهيم الجيل الرابع من الصناعة. ويراهن عليه لضخ أكثر من 5 ملايير درهم من الاستثمارات وتوفير 5 آلاف منصب شغل مباشر عالي الكفاءة، على أن يستفيد من دعم كفاءات الجامعة ومنصاتها ذات التكنولوجيا المتفوقة، باعتبارها أكبر منصة طباعة ثلاثية الأبعاد في المغرب، وأول مدرسة للهندسة الرقمية والذكاء الاصطناعي في إفريقيا. مشاريع مبتكرة كفاءات الجامعة الأورومتوسطية ومنصاتها التكنولوجية المتقدمة، نقطة فخر لها رشحتها لاحتضان مثل هذه المشاريع المهمة التي تندرج ضمن الرؤية المستقبلية لمدينة فاس، سيما المنطقة الصناعية التكنولوجية الجديدة المقامة بحرمها والتي بزغت للوجود كأول مشروع مبتكر بالمغرب يروم تطوير الجيل الرابع من الصناعة. ونظمت الجامعة لقاء تدارس فيه المتدخلون كيفية مساهمة مشروع "فاس سمارت فاكتوري" في تطوير الصناعة من الجيل الرابع، وقدمت خلاله نتائج بحث أنجزه المشروع لدى فاعلين صناعيين لتحديد حاجياتهم الممكنة للارتقاء بأداء وحداتهم الصناعية عبر الانخراط في المشروع المحدث، ضمن برنامج التعاون بين المغرب وأمريكا. وتراهن رئاسة الجامعة على مصاحبة الصناعيين لتحويل منشآتهم إلى منشآت ذكية ومستدامة، وتحفيز حاملي المشاريع والمقاولات المبتكرة الحديثة لإنجاز منشآت صناعية ذكية، لتطوير وتعزيز صمود الاقتصاد، وتشجيع المبادرات الخاصة والاستثمارات وإيجاد فرص شغل تحتاج فاس الكثير منها. ومنها فرص في النسيج الصناعي المحتاج لتحسين قدرته التنافسية، ما تسير في اتجاهه الجامعة الأورومتوسطية، معتمدة على ما تخرجه من كفاءات، وما تتوفر عليه من مختبرات مختصة في قطاعات طاقية وصناعية، وما تحتضنه من منصات بتكنولوجيات متطورة، تجعلها من أكبر وأهم الجامعات المغربية في هذا المجال. ح. أ (فاس)