خضع للإصلاح والتأهيل بعد أزيد من قرن على بنائها ترأس محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، الأربعاء الماضي، حفل افتتاح مسرح عفيفي بالجديدة في حلة حديثة بعد صيانته وتأهيله. وشهد حفل الافتتاح حضور عامل إقليم الجديدة سمير الخمليشي ورئيس الجماعة الحضرية للجديدة جمال بنربيعة، وعدد من الفعاليات الفنية والمسرحية. وأعلن خلال الحفل عن تعيين الممثل هشام بهلول مديرا لهذه المعلمة الثقافية. وتخلل حفل الافتتاح عرض مسرحية "بورتري (بغا يقول شي حاجة … وحشم)" تأليف وإخراج عمر الجدلي، كما تمت برمجة عروض مسرحية خلال شهر رمضان. وقد ارتبط مسرح عفيفي بالحياة المسرحية بالجديدة في كل محطات توهجها، فهذه المعلمة التاريخية والفنية التي عرفت في البداية قاعة للحفلات سرعان ما تحولت في سنة 1930 إلى قاعة مسرح قدم فيها مديرها الذي كان يشرف آنذاك على جمعية مازكان الفرنسية عروضا لموليير وكتاب فرنسيين آخرين حتى سنة 1946 حيث سيقدم أول عرض مغربي من إخراج إدريس لمسفر ليتحول مسار هذا الفضاء المسرحي بدءا من سنة 1950 ويصبح فضاء لاحتضان التظاهرات الفنية المغربية المتنوعة التي تنظمها المدينة إلى جانب الورشات التكوينية في المسرح. وقد عرفت بناية المسرح عدة تغييرات على مستوى معمارها المسرحي كما تعاقبت على إدارتها مجموعة من الأسماء المعروفة في المشهد المسرحي المغربي، لعل أبرزها الفنان محمد سعيد عفيفي الذي عرف المسرح في فترته أزهى أيامه حيث قام بتأسيس فرقة مسرحية مكونة من فناني الجديدة كان لها دور كبير في تنشيط الحقل المسرحي حيث قدمت عروضا مسرحية ناجحة وساهمت في إغناء الحقل المسرحي الوطني بتكوين المواهب والشباب المسرحي. كان لا بد لتلك التجربة الفنية الفريدة التي ظل يذكرها رواد المسرح بالجديدة على امتداد السنوات، أن تتوج صونا للذاكرة المسرحية بتخليد إسم المرحوم عفيفي، إذ أنه بعد عملية الإصلاح الذي عرفها المسرح سنة 2012 واستجابة للملتمس الذي رفعته زوجة الراحل إلى الملك محمد السادس، أنعم صاحب الجلالة على معلمة المسرح البلدي بأن تحمل اسم مسرح عفيفي. أحمد سكاب (الجديدة)