أدانت ابتدائية بركان، مساء أول أمس (الاثنين)، متهمين ينشطان في "يوتوب" و"فيسبوك"، بجرائم إهانة محام، بسبب قيامه بمهامه قصد المس بشرفه، وإهانة هيآت منظمة والقيام، بواسطة الأنظمة المعلوماتية، ببث وتوزيع تركيبة مكونة من أقوال وصور أشخاص دون موافقتهم، وبث وتوزيع ادعاءات ووقائع كاذبة بقصد التشهير بالأشخاص. وقضت هيأة الحكم في حق المتهم الأول بسنة حبسا نافذا، والثاني بشهرين حبسا، كما حكمت بغرامات وتعويض مدني. وانطلقت القضية، بناء على شكاية محام رفعها في 2022، إذ سبق أن ترشح لمنصب النقيب، وأثناء ذلك، فوجئ بشريط منشور على قناة في «يوتوب»، عبارة عن تسجيل صوتي، معنون بـ "غضبة ملكية وراء إسقاط مسؤول كبير"، و"فساد القضاء مؤذن بنهاية الدول"، إذ وجه التسجيل إلى العموم، يشير إلى أن جميع ما يروج في مواقع التواصل الاجتماعي من فضائح وإخلالات كانت موجودة منذ زمن بعيد، وأن المسؤولين ساكتون. ونعت صاحب التسجيل المسؤولين بالشياطين، وأنهم يتحدثون في المنابر الإعلامية على أن هناك قضاة ومحامين نزهاء وآخرين فاسدين، إلا أنه، في منظور صاحب المقطع الصوتي، فإن جميع المحامين والقضاة فاسدون، ويتضامنون حتى في الإجرام. وكال صاحب المقطع الصوتي عبارات مسيئة للهيآت المنظمة، معتبرا نفسه ضحية لجهاز القضاء، ملقيا اللوم على النقباء والمحامين، لعدم توجيههم شكايات ضد القضاة، واصفا التقارير التي ترفع إلى المجلس الأعلى ورئاسة النيابة العامة بالمغلوطة. وبعد أن نزل بكل العبارات القدحية والمسيئة إلى رجال القضاء والمحاماة، توسل صاحب التسجيل إلى مشاهديه أن يرفعوا نسبة المشاهدة، طالبا بلوغ 48 ألف مشاهدة، في ظرف أسبوع. وأظهرت الخبرات والأبحاث التي انطلقت من الشريط نفسه، والتي بوشرت من قبل الفرقة الولائية للشرطة القضائية بالبيضاء، أن صاحب التسجيل الصوتي، هو المتهم، ما دفع المحكمة إلى اعتبار إنكاره محاولة للتملص من الجرائم المرتكبة، كما تضمنت شكاية المحامي الضحية، مجمل الجرائم التي نسبها المتهم إليه، من ضمنها الضلوع في مافيا العقار، مشيرا إلى أن المشتبه فيه يدعي أنه عضو بجمعية دولية لا وجود لها، وأنه مجرد عاطل عن العمل يكسب أموالا من التشهير بالناس والرفع من المشاهدات. وأسفرت أبحاث الشرطة القضائية للبيضاء، التي أحيل عليها الملف، إلى تحديد هوية المتهم، وهوية صاحب القناة، والتي كانت موضوع حكم قضائي بإغلاقها في أبريل 2021. كما أن خبرة صوتية أنجزت من قبل معهد تحليل الفيديو والصوت للدرك الملكي، أكدت أن الصوت يعود للمتهم، بعد مقارنات حددت نبراته وبصماته الصوتية بدقة. المصطفى صفر