تضاربت أقوالهم مع ما هو مدون بمحاضر الضابطة القضائية خلال الجلسة وضع ثلاثة أشخاص، أخيرا، رهن الاعتقال بعدما قررت النيابة العامة بابتدائية سلا، متابعتهم من أجل الإدلاء بشهادة الزور، في قضية جنحية والضغط والمناورة والتحايل لحمل الغير على الإدلاء ببيانات كاذبة، وإحالتهم على جلسة المحاكمة التي انطلقت في اليوم نفسه. ووقفت الغرفة الجنحية بالمحكمة الابتدائية بسلا، خلال مناقشة ملف على تضارب أقوال الشهود مع ما هو مدون بمحاضر الضابطة القضائية، بعد توجيه عدد من الأسئلة، وهو الأمر الذي أثار شكوك هيأة المحكمة في صدق الشهادة، وبعد محاصرتهم بما هو مدون من اعترافات لهم في محاضر الضابطة القضائية، أقروا بأنهم أدلوا بالشهادة زورا لفائدة أحد طرفي الملف، رغم عدم حضورهما أطوار النزاع القائم بينه وبين أحد المدعى عليه. وبعد انتهاء المناقشة، أحيل المشتبه فيهم على الشرطة القضائية قصد تعميق البحث، إذ اعترف اثنان أنهما استقدما من قبل شخص ثالث لتقديم شهادة لصالحه، رغم عدم حضورهما أطوار النزاع القائم بينه وبين أحد الأشخاص. وسبق للمجلس الأعلى للسلطة القضائية أن أحدث آلية لضبط الشهود والمساعدة على التعرف على محترفي شهادة الزور، بمختلف محاكم المملكة، من خلال دورية عممت على الرؤساء الأولين بمحاكم الاستئناف ورؤساء المحاكم الابتدائية. وأنهى المجلس في الدورية إلى علم المسؤولين القضائيين، أنه في إطار السعي لتوفير آلية رقمية لفائدة القضاة للمساعدة على الضبط والمراقبة، واستثمار ما توفره تكنولوجيا المعلومات والاتصال من آليات رقمية ناجعة، طورت مديرية التحديث ونظم المعلوميات بوزارة العدل وظيفة جديدة، خاصة بنظام تدبير القضايا الزجرية، لمساعدة المحكمة على ضبط شهادة الشهود بمختلف القضايا الزجرية، إذ توفر هذه الإمكانية البحث بواسطة رقم البطاقة الوطنية للتعريف، أو الاسمين العائلي والشخصي عن مختلف الملفات والمحاضر والشكايات، التي يمكن أن يكون الشاهد الماثل أمامها سبق أن أدلى فيها بشهادته، كما ستمكن هذه الآلية من المساعدة على ضبط الأشخاص، الذين يحترفون شهادة الزور، وبالتالي الإسهام في ردع هذه الظاهرة المشينة. وطالبت الدورية التي يتوخى منها مساعدة المحكمة على ضبط الحالات المنافية للضوابط القانونية في أداء الشهادة، ولضمان الاستماع إلى الشهود في ظروف قانونية وعملية ملائمة، بتعميم فحواها على القضاة لكل غاية مفيدة، واطلاع المجلس الأعلى للسلطة القضائية على كل الصعوبات التي قد تنشأ. كريمة مصلي