حالة ثانية بعد أسبوع فقط من حالة مماثلة شهدها مطرح نفايات أعاد العثور على عدد من المواليد حديثي الولادة في الآونة الأخيرة، سواء بمطرح النفايات بمنطقة "نزالة الرداية" ضواحي مكناس، أو بحاويات القمامة بالشارع العام إلى الواجهة، ظاهرة رمي الرضع إما أحياء أو جثثا والتخلص منهم، من قبل أمهاتهم في ظروف غامضة. وفي هذا السياق، أفادت مصادر مطلعة، أن حي التنمية بجماعة ويسلان بمكناس اهتز ليلة أول أمس (الأحد)، على وقع العثور على جثة رضيعة حديثة الولادة من قبل أحد "البوعارة"، وهي مرمية بمحيط حاوية للنفايات ووجهها ملطخ بالدم، كما أنها ما زالت تحتفظ بجزء من الحبل السري على حد تعبير المصادر. وفور إخطارهم بالواقعة، انتقل ممثلو السلطات المحلية وعناصر الشرطة القضائية والعلمية وأفراد الوقاية المدنية إلى المكان، وباشرت العناصر الأمنية تحرياتها الميدانية وإجراءاتها القانونية المعتادة في هذا الحادث المأساوي وسط تجمهر العشرات من سكان الحي المذكور،.فيما جرى نقل جثة الرضيعة إلى مستودع حفظ الأموات بمستشفى محمد الخامس بأمر من النيابة العامة المختصة لإخضاعها للتشريح الطبي لتحديد سبب الوفاة. وتأتي هذه الحالة التي وصفت بالبشعة،بعد أقل من أسبوع من العثور على جثة رضيع ذكر حديث الولادة ملفوفة داخل قماش ومرمية وسط نفايات المطرح البلدي بمنطقة "نزالة الرداية" غرب مكناس. وتبين من خلال البحث الميداني الأولي الذي باشرته الشرطة القضائية والعلمية، أن جثة الرضيعة نقلت وسط النفايات على متن شاحنة للنظافة، انطلاقا من حي الزرهونية بالمدينة العتيقة نحو مطرح "نزالة الرداية"، قبل نقلها بعد ذلك إلى مستودع حفظ الأموات بمستشفى محمد الخامس بمكناس لإخضاعها للتشريح الطبي لمعرفة أسباب الوفاة، فيما باشرت المصالح الأمنية تحقيقاتها تحت إشراف النيابة العامة المختصة لتحديد هوية والدة الرضيع (الضحية) وإيقافها من أجل الكشف عن ظروف وحيثيات القضية. تجدر الإشارة إلى أن تخلص بعض "الأمهات" من مواليدهن غالبا ما يكون خلال ساعات متأخرة من الليل، حيث يعمدن إلى وضع فلذات أكبادهن من الرضع قرب حاويات القمامة، بهدف العثور عليهم من قبل عمال النظافة في الساعات الأولى من الصباح الموالي، إما أحياء أو جثثا. ويعود استفحال هذه الظاهرة، إما نتيجة حمل ناتج عن علاقة غير شرعية، أو في بعض الأحيان تقوم بعض الأمهات بالتخلص من مواليدهن، بسبب وضعهن الاجتماعي المتردي. حميد بن التهامي (مكناس)