«بيجيدي» ينتفض ضد إحداث مجموعة عمل للتفكير في إصلاح مدونة الأسرة صوب إخوان عبد الإله بنكيران مدفعيتهم هذه المرة صوب المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بعد أن قادوا حملات ضد الجمعيات النسائية والقوى المدنية، التي تطالب بتعديل بعض بنود مدونة الأسرة، واتهاماها بالمس بثوابت الأمة. وهاجم الحزب الإسلامي، في اجتماع استثنائي لقيادته، أمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بسبب ما اعتبروه إقصاء لهم من مجموعة العمل، التي أنشأها المجلس للتداول في مراجعة مدونة الأسرة، في أفق بلورة رؤية شاملة لإصلاحها. وانتفضت الأمانة العامة للحزب في وجه رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، واتهامها بإقصاء تيارات واسعة موجودة ومتجذرة في المجتمع، وهيمنة اتجاه فكري وسياسي لا يعكس التعددية. ولم يقف الأمر عند مهاجمة مؤسسة وطنية، بل اتهمت قيادة العدالة والتنمية رئيسة المجلس بالتذكير بالمرجعيات الكونية، دونما المرجعيات الوطنية، معبرة عن رفضها لما اعتبرته منهج الإقصاء والهيمنة والغلبة، الذي أصبح يسم المؤسسات الوطنية، ويكرس الاستفراد بها من قبل فئة معينة، وهي ملك للدولة والمجتمع، على حد تعبير بيان الأمانة العامة. وهاجم الحزب الإسلامي أمينة بوعياش، الناشطة الحقوقية ورئيسة المجلس الوطني، متهما إيها بـ"النزعة الاستفرادية واللاديمقراطية، التي تسم سلوك رئيسة المجلس حتى داخل هياكله، وتهميش الجمعية العامة وأدوارها، من خلال تجاوزها بإعلان تشكيل، ما سمي "مجموعة عمل" خارج ما ينص عليه النظام الداخلي." ويصر الحزب المحافظ على ممارسة وصايته على المجتمع، من خلال فرض وجهة نظره على الجميع، ومهاجمة كل من يخالفه الرأي، في قضية تهم المجتمع برمته، وتحتاج للحوار الهادئ، معتبرا مبادرة المجلس الوطني بتشكيل مجموعة العمل، "تجرؤا على موضوع مدونة الأسرة، خارج منطق التوافق الوطني والتوازن"، ليؤكد أنه سيستمر في أداء أدواره الوطنية المدافعة عن المرجعية الإسلامية بوصفها مرجعية الدولة والمجتمع، وكأن النقاشات التي تعبر عنها باقي مكونات المجتمع، هي خارج المرجعية الإسلامية. وهدد إخوان بنكيران بالتصدي لما أسموه "محاولات الهيمنة والاستقواء والإقصاء الممارسة ضده، وضد ما يمثله من حساسية مجتمعية واسعة لا يمكن تجاهلها بمجرد التحجيم الانتخابي المدبر الذي ووجه به الحزب." وعلى التوجه ذاته، دخل منتدى الزهراء للمرأة المغربية، الذراع النسائي للحزب الإسلامي، على الخط، ليمارس الوصاية على عمل المجلس الوطني، في اختيار من يساهم في مجموعة العمل، مؤكدا بدوره ما اعتبره إقصاء تيار فكري وثقافي له امتداده في المجتمع المدني، معتبرا أن مجموعة العمل حول مقترح مراجعة مدونة الأسرة، لا تمثل إلا نفسها وهي فاقدة لأي مشروعية مؤسساتية أو قانونية". برحو بوزياني