مكالمة تسقط مختطفي طفل

الجانيان اغتصبا الضحية وقتلاه ثم اتصلا بوالده طلبا لعشرة ملايين والدرك أطاح بهما ساهم التطور التكنولوجي، في تسهيل مهام المصالح الأمنية من شرطة ودرك في فك شفرات العديد من الجرائم، وإغلاق العديد من الملفات التي كانت تظل إلى عهد قريب مفتوحة، في انتظار أدلة إدانة، وفي أحسن الأحوال تسجل جرائم ضد مجهول، ويتم حفظ القضية في انتظار ظهور أدلة جديدة، لإعادة فتح هذه القضايا. قصة اليوم، تتعلق باختطاف طفل طلبا للفدية، بيد أن المتهمين عمدا إلى قتل الضحية والتخلص من جثته، ورغم ذلك ظلا يجريان وراء الحصول على الفدية، قبل أن ينجح المحققون التابعون لمصالح الدرك الملكي في التوصل إلى هوية المشتبه فيهما وإفشال مخططاتهما الإجرامية. جريمة بشعة اهتز لها إقليم اليوسفية، ذات رمضان، ومازال سكان الدوار الذي كان مسرحا للحادث يذكرون هذه الجريمة البشعة، إلا أن تداولها يجعل المرء يستحضر أن مكالمات هاتفية وحدها، أنارت طريق المحققين الذين كانوا يقومون بأبحاث ميدانية وتحريات دقيقة، قبل أن تتوج مجهوداتهم بفك لغز اختفاء الطفل الضحية اعتمادا على معطيات تقنية تخص هاتف المتصل. حالة اختفاء أمين طفل لم يبلغ بعد سن الثامنة، كان لا يفارق والده، الذي كان يصر على اصطحابه رفقته. في ذلك اليوم الرمضاني، توجه الأب رفقة ابنه نحو مسجد الدوار، من أجل أداء صلاة العشاء والتراويح. كان الطفل يغادر المسجد، كما هي عادته، ويركض هنا وهناك رفقة أطفال الدوار، ممن يختارون اللعب بالقرب من المسجد. غير أن هذه المرة تفاجأ الأب بغياب ابنه، وعدم وجوده بالقرب من المسجد، اعتقد في أول الأمر أنه توجه نحو منزل أسرته، إلا أنه لم يعثر عليه في المنزل وأخبرته زوجته أنه لم يعد إلى البيت، منذ أن غادر رفقته. بحثوا لدى أفراد العائلة والجيران، ولا أثر للطفل، سألوا عنه هنا وهناك، ثم توجهوا إلى الحقول، لكن النتيجة كانت سلبية. قضى سكان الدوار ليلة بيضاء في انتظار العثور على الطفل، الذي اختفى فجأة، وفي صبيحة اليوم الموالي، توجه الأب نحو مركز الدرك الملكي باليوسفية، لتسجيل بلاغ حول حادث اختفاء ابنه، مستعطفا مصالح الدرك الملكي، أن تقوم بكل مجهوداتها للعثور على ابنه، والدموع تنهمر من مقلتيه. اتصل الضابط المداوم برئيس المركز القضائي للدرك الملكي، وأطلعه على فحوى البلاغ، الذي تقدم به والد الطفل المختفي، ليعود رئيس المركز القضائي على التو إلى مقر عمله، وطلب من الضابطين مرافقته والانتقال إلى الدوار، الذي شهد حالة الاختفاء. دل الأب عناصر الدرك الملكي على المسجد الذي اصطحب ابنه إليه تم فتحه والبحث في مختلف مرافقه دون جدوى، وبعدها تم البحث في مختلف الأماكن، إذ رجحت فرضيات سقوطه في بئر، وتم تفتيش كل الآبار، لكن النتيجة دائما سلبية. واستمع فريق المحققين إلى عدد من سكان الدوار وأهالي الطفل، إذ كانت كل الأجوبة تشير إلى عدم علمهم بمآل الضحية، وأن لا أجنبيا زار الدوار خلال ذلك اليوم، وأنهم لم يلاحظوا ما من شأنه أن يبعث على الريبة والشك. وتم الاستماع إلى والد الطفل المختفي، الذي نفى أن تكون له أي عداوة مع أي من سكان الدوار، وأنه لا يشك في الجهة التي تقف وراء اختطاف ابنه. ساور سكان الدوار القلق والخوف، وأضحى كل أجنبي قادم إلى الدوار، محط نظرة شك وريبة، وانطلقت الإشاعات هنا وهناك، حول إمكانية تورط شبكات البحث عن الكنوز في سرقة الطفل لاستخراج كنز من إحدى الزوايا، القريبة من الدوار مسرح الجريمة. المكالمة اللغز ظل فريق المحققين في اتصال دائم مع والدي الضحية، إذ أخبروهما بضرورة إحاطتهم علما بأي مستجد. لم يمر سوى يوم واحد، حتى تلقى والد الضحية، مكالمة هاتفية، من رقم مجهول، يطلب فدية قيمتها عشرة ملايين، مقابل تسليمه ابنه، وأكد له المتصل أنه ينتظر منه جوابا، ضاربا له موعدا في اليوم الموالي. اتصل والد الطفل الضحية، على الفور بعناصر الدرك الملكي، وأخبرهم بفحوى المكالمة الهاتفية، ليطلبوا منه الالتحاق فورا بمقر الدرك الملكي، مشيرين إليه بكتم الأمر. حجزت عناصر الدرك الملكي هاتف الأب، قصد إجراء الخبرات التقنية وتحديد المتهم وموقع اتصاله، وتم الاتصال بالوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بآسفي، الذي أعطى تعليماته بتوجيه كتاب لشركة الاتصال وتحديد هوية وموقع المتصل، واستدراجه من أجل الإيقاع به. افتضاح المتصل في اليوم الموالي لم يتصل أفراد العصابة، إلا أن عناصر الدرك الملكي توصلت إلى هوية صاحب الرقم المتصل، والذي لم يكن سوى شاب يتحدر من دوار قريب منهم، وتم تحديد الموقع، قبل إيقافه بمعية شريكه. تفاجأ فريق المحققين، أن الموقوفين لم يكن برفقتهما الطفل المختفي، لكن التحقيقات مع المشتبه فيهما كانت حبلى بالمفاجآت، بعد أن كشفت أنهما اختطفا الطفل، من أجل الحصول على مبلغ مالي، بعد تنسيق واتفاق بينهما، غير أنهما بعدما اختطفاه اقترح أحدهما، قتله والتخلص منه، خوفا من بقائه على قيد الحياة، الذي قد يقودهما إلى السجن بعد اكتشاف أمرهما، سيما أنه تعرف عليهما. وعمدا إلى قتله، ورميه في بئر غير بعيدة عن الدوار، واتصلا بعد ذلك بوالد الطفل الضحية، طلبا للفدية. وأضاف الوقرفان، أنهما عمدا إلى هتك عرض الطفل في عز رمضان، قبل قتله. وقف الجميع مشدوها لهذه الجريمة التي زلزلت كيان المنطقة، وأثارت الرعب في نفوس سكان الدوار، الذين مازالوا يستحضرون إلى اليوم هذه الواقعة بكثير من الأسى والألم. محمد العوال (آسفي)

مكالمة تسقط مختطفي طفل

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

19 سنة لمستخدمي شركة لتحصيل الديون

تفكيك شبكة للمخدرات ببني ملال

مقالات ذات صلة