عودة مهرجان العيطة لجمعية ولد زليكة بعد الغياب تحتضن البيضاء، يومي 16 و17 مارس الجاري، الدورة 16 لمهرجان "أصالة فن العيطة" الذي تنظمه جمعية بوشعيب ولد زليكة الثقافية لأصالة فن العيطة. وتأتي هذه النسخة بعد توقف اضطراري للمهرجان لأربع سنوات بسبب جائحة كورونا ومصاعب مالية واجهت المنظمين، لتعيد أنغام العيطة من جديد للعاصمة الاقتصادية بمشاركة رموز هذا الفن العريق، الذين سيحضرون خلال هذه الدورة. واختار المنظمون تنظيم هذه الدورة التي تحمل شعار "فن العيطة تراث لا مادي" بالمركب الثقافي سيدي بليوط، بمشاركة كل من مجموعة الشيخ محمد ولد الصوبة ومجموعة الفنانة الشعبية خديجة مركوم، وفرقة الطائفة العيساوية دار الضمانة، وفقرات غنائية شبابية مختلفة. وفي سياق متصل قالت نعيمة زليكة، رئيسة جمعية بوشعيب زليكة الثقافية لأصالة فن العيطة المنظمة للمهرجان، إن هذا الحدث الثقافي والفني يروم أساسا الحفاظ على التراث الموسيقي لفن العيطة من الاندثار، وذلك من خلال العمل على تقريبه من الأجيال الصاعدة. واعتبرت أن هذا المهرجان، المنظم بشراكة مع جماعة الدار البيضاء، يعد فرصة سانحة للتعريف ولتكريم رواد هذا الفن الشعبي، الذين ساهموا بشكل أو بآخر إبان فترة الاستعمار في تسخير فنهم لإذكاء روح الحماس لدى الشعب المغربي الذي كان تواقا إلى الحرية والانعتاق. وذكرت زليكة أن مدرسة الجمعية لفن العيطة، المحدثة سنة 2008، ساهمت بشكل كبير في إثراء هذا التراث الإبداعي بعدد من الفنانين الشباب ممن سطع نجمهم داخل المغرب وخارجه. ويذكر أن المرحوم الفنان بوشعيب زليكة (1922-1973) الذي تحمل اسمه الجمعية المنظمة هو أحد رموز العيطة البيضاوية، وقد كان عازفا على آلة العود ضمن مجموعة الفنان الراحل بوشعيب البيضاوي والماريشال قيبو، كما تواصل منذ دورات المهرجان الأولى فتح أوراش تكوينية في مجال العيطة، تحت إشراف أساتذة وممارسين لتأطير وتكوين تلاميذ يتخرجون كل سنة ويقدمون خلاصة ما تلقوه في سهرات المهرجان. عزيز المجدوب