الباحثان المغربيان ناقشا حضور التراث في الرواية والمسرح حل الباحثان المغربيان سعيد يقطين وشعيب حليفي ضيفين على فعاليات "أيام الشارقة التراثية"، التي تتواصل دورتها العشرون بدولة الإمارات العربية المتحدة طيلة ثلاثة أسابيع من مارس الجاري. وشارك الباحث والناقد سعيد يقطين (جامعة محمد الخامس بالرباط)، الجمعة الماضي، خلال ندوة في موضوع "استثمار التراث في السرديات المعاصرة"، بمداخلة تحدث فيها عن كيفية استثمار قصيدة الحراز للجيلالي امتيرد (1851م)، أولا من قبل عدد من الزجالين والشعراء قبل أن يلتقطها، ثانيا، مسرح الطيب الصديقي في فترة مبكرة ويعيد بناءها على الركح، وهو توظيف برؤية فنية ذات أبعاد متفردة. أما الباحث والروائي شعيب حليفي (جامعة الحسن الثاني بالبيضاء) فقدم ورقة، ضمن الندوة نفسها، حول استثمار التراث في الرواية العربية، مشيرا إلى أن الكتابة كانت دائمة ذاكرة ترتبط بما سبقها من إرث ظاهر وخفي شكل ذاكرة تختزن القيم وروح الحياة، وأعطى أمثلة بكتابات من أجناس مختلفة مع وهب بن منبه وابن الكلبي والطبري والمسعودي والجاحظ وابن المقفع. وانتقل حليفي إلى الحديث عن البدايات الأولى للرواية العربية، والتي لامست التراث بشكل ينقصه الوعي الفني، ثم البدايات الفعلية مع نجيب محفوظ وطه حسين وعبد الرحمان الشرقاوي وتوفيق الحكيم، كما استعرض مجموعة من الروايات الحديثة في المغرب ومصر والسودان والخليج لإبراز شكل وأهداف وجماليات استثمار الذاكرة التراثية العالمة والشعبية، وخلص في النهاية إلى أن المساحة الثقافية للتراث شاسعة وتتطلب المزيد من الاشتغال عليها نقديا وإبداعيا. كما شارك إلى جانب الباحثين المغربيين، الباحث المصري أحمد العلواني (جامعة بنها بمصر) بمداخلة عن الأمثال الشعبية بدولة الإمارات والخليج، خصوصا في ما يتعلق بصورة المرأة وتمثلات النخلة، بأمثلة متداولة قدم لها تفسيرات تكشف عن صور الاستثمار. وجدير بالإشارة إلى أن "أيام الشارقة التراثية" تعرف مشاركة 42 دولة عربية وأجنبية وأنشطة متنوعة، من بينها لقاءات فكرية لمطارحة عدد من القضايا، التي تهم التراث العربي في تشابكه الفني والأدبي مع أشكال حديثة. عزيز المجدوب