‎صاحبة الجلالة ترفض الدروس

البرلمان الأوربي يلبس لبوس الدفاع عن حرية الصحافة لابتزاز المغرب أعلنت فعاليات سياسية برلمانية وحقوقية وجمعوية وإعلامية في بلادنا، عن رفضها المطلق لتلقي "الدروس من البرلمان الأوربي بخصوص مساحات حرية الصحافة في بلادنا، المضمونة بالقانون والدستور المغربي". وبرأي أكثر من مصدر، ردا على استفزازات وركوب البرلمان الأوربي، على قميص حرية الصحافة في بلادنا، فإن المغاربة لا ينتظرون الدروس من أحد، لكننا مسؤولون عن أوضاعنا الداخلية. وواضح أن البرلمان الأوروبي، الذي يكيل بمكيالين بخصوص حرية التعبير والصحافة في شمال إفريقيا، فيه نبرة إعطاء الأوامر لبلادنا، التي تتمتع بكامل الاستقلالية، وترفض التدخل في شؤونها الداخلية، لأن المغرب دولة مستقلة لا يمكن إلا أن ترفض مثل هذه القرارات غير المقبولة من قبل الاتحاد الأوربي الذي سبق أن أعطى وضعا متميزا للمغرب في العلاقات المغربية الأوربية، ومن حق المغاربة الاستفسار عن حيثيات القرار في هذا الوقت بالذات. وتعرف جل بلدان البرلمان الأوربي أزمة، خصوصا بعد جائحة كورونا والحرب الأوكرانية الروسية التي تسببت في أزمة طاقية كبيرة وكساد اقتصادي وأوضاع متأزمة جدا، وتراجع دور دول الاتحاد الأوربي داخل إفريقيا، الحلبة التي تجري عليها المعارك الجيو استراتيجية الكبرى بين أمريكا وروسيا والصين، إذ لم تعد لأوربا المكانة التي كانت تتمتع بها، مقابل قطع المغرب أشواطا داخل إفريقيا ووجوده على عدة مستويات، وبالتالي لم يعد يقبل التعامل معه، محطة لانطلاق مصالح الآخر تجاه إفريقيا، بل يعتبر نفسه شريكا حقيقيا. وترى مصادر متطابقة، أن اختيار هذا التوقيت لمهاجمة المغرب، يأتي من أجل التفريج عن الضغط الذي يمارس على دول البرلمان نفسه، لكسب الوقت، ريثما تجد مخرجا لأزماتها. وغاب عن البرلمان نفسه، أن بلادنا انخرطت بقناعة ومسؤولية في مسار تجويد وتأهيل نموذجها الديمقراطي، ضمنه حرية الصحافة من خلال العديد من الإصلاحات السياسية والمؤسساتية والدستورية والحقوقية العميقة والجريئة، وتكرست هذه الإصلاحات بإصدار دستور 2011 الذي أرسى فعليا مرتكزات دولة المؤسسات، وكرس مبدأ الاختيار الديمقراطي. واستغرب أكثر من مصدر، حتى من خارج بلادنا، عدم تطرق البرلمان الأوروبي لمسار المغرب في هذا الاتجاه واستبداله بخلق حالة طوارئ استثنائية مظهرها حقوقي للدفاع عن حرية الرأي والتعبير، وحقيقتها سياسية لا تخفى على أحد لتصريف مختلف الأزمات التي تحاصر أوربا، تكتلا سياسيا واقتصاديا، أو كدول مستقلة في مواجهة تداعيات وباء "كوفيد" والحرب الدائرة في شرق أوربا، أو خدمة لمصالح "لوبيات" تجد مصلحتها اليوم في مهاجمة المغرب وخوض حرب بالوكالة لصالح خصوم وحدته الترابية. وطالبت عدة أصوات مغربية البرلمان الأوربي، التحلي ببعض التواضع والتخلي عن موقع الأستاذ الذي يحب القيام به، وتقديم الدروس للآخرين، والاعتراف بأن مظهر الرشوة الذي ظهر في منظومة الاتحاد الأوربي، هو منتوج خاص بالأوربيين ودلالة فساد قيمي ومؤسساتي عندهم تجب معالجته من داخل منظومتهم، لا البحث عن طرق لتصديره للآخرين بتعال وتكبر، وإذا كان من الصعب على الأوربيين التخلص من هذه الطبيعة الاستعلائية، فإنه أمام صحوة ضميرهم كان حريا بهم الاهتمام ببعض القضايا الإنسانية. والحقيقة التي يعيها جيدا البرلماني الأوربي، أن المغرب سيظل ثابتا وصامدا في مواجهة كل الإساءات والمناورات المغرضة، وسيواصل مساره بثقة أكبر في قيادته، وبتلاحم وطني أقوى بين شعبه ومؤسساته، وعلى رأسها المؤسسة الملكية، رغم أنه لم يصل إلى درجة الكـمال في البناء الديمقراطي والحقوقي. عبد الله الكوزي

‎صاحبة الجلالة ترفض الدروس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"محافظة مسامير2" على "نتفليكس"

افتحاص‭ ‬ملايير‭ ‬240‭ ‬ألف‭ ‬جمعية

مقالات ذات صلة