قاض لمتهم: “هي تزوجت وأنت مشيتي للحبس”

دفاعه: "أين الضحية"؟ كان عليها الحضور لتوجيه أسئلة لها بين الفينة والأخرى يرمي القضاة المقررون في الجلسات بأسئلة محرجة على المتهمين، لجرهم إلى الاعتراف وقول الحقيقة، وتكون بعض الأسئلة محرجة لإخراج المتهم من شخصيته الحقيقية، فيساعد التناقض في التصريحات لتكوين قناعة القاضي. داخل قاعة غرفة الجنايات الابتدائية بقصر العدالة الجديد بمحكمة الاستئناف الواقعة بحي الرياض، شرع القاضي المقرر في الملفات المعروضة عليه في تصفح أرقامها، لينادي على متهم بهتك العرض بالعنف، يوجد رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن العرجات 2 بسلا، بأمر من قاضي التحقيق بالمحكمة نفسها. وقف المتهم أمام الهيأة القضائية ليشرع رئيس الجلسة في استفساره عن اسم والديه ومهنته وتاريخ ازدياده، وبعدها طلب منه الحكي عن تفاصيل كيفية هتك عرض فتاة في مقتبل العمر. طأطأ المتهم رأسه ليبدأ في التملص من التهمة المنسوبة إليه، وبأنه لم يفعل أي شيء، لكن رئيس الجلسة باغته بسؤال ليجره إلى الاعتراف أمامه، «السيدة مشات تزوجات وأنت مشيتي الحبس» فشرع المعتقل في السرد، عن كيفية الاعتداء الجنسي على المشتكية، لكنها لم تخرج عن وجود علاقة رضائية بين الطرفين. سرد مسلسل أخذ الماثل أمام المحكمة يسرد تفاصيل النازلة إثر تحريضه الفتاة على الفساد معه بعد علاقة افتراضية دامت شهورا، تحولت إلى علاقة واقعية، ليلتقيا مرات عديدة بمناطق مختلفة بسلا والرباط، توجت باستدراجها إلى أحد البيوت من أجل ممارسة الجنس عليها. وأثناء مباغتته بأسئلة محرجة قال له القاضي «هي مشات تزوجات وأنت مشيتي لحبس» فضحك العديد من الحاضرين داخل قاعة الغرفة، وبعدها واصل الموقوف حكيه عن تفاصيل الاتهام المنسوب إليه. غياب الضحية في الوقت الذي نادى فيه رئيس الجلسة على المشتكية تبين تخلفها عن الحضور، أكثر من جلسة رغم حضورها أمام عناصر الضابطة القضائية وقاضي التحقيق، كما اختفى دفاعها عن القاعة ففهم الحضور من أفراد عائلات المتابعين في اليوم ذاته، أن المشتكية فازت بعريس آخر، وتركت المعتدي عليها جنسيا الذي رفض الزواج منها، بعد وقوع هتك العرض. دفاع المتهم: تهمة كيدية حينما منح القاضي المقرر الكلمة إلى دفاع المتهم، اعتبر أن القضية من أولها «كيدية» وأن وسائل الإثبات غير متوفرة باستثناء محاضر بدون دلائل، ليتساءل المحامي أمام الجميع بعدما أدار وجهه نحو الحضور، مستفسرا عن «أين هي الضحية؟» في إشارة إلى تخلفها أكثر من مرة عن الحضور إلى قاعة الجلسات لاستفسارها عن مجموعة من الأسئلة العالقة في الذهن «تكرفس عليها وتزوجت من بعد». واتهم الدفاع المشتكية باصطناع اتهامات لموكله حينما رفض الزواج منها، اعتبارا لمجموعة من المبررات، أولها صعوبة العيش الآمن معها تحت سقف واحد، مضيفا أن الضحية المزعومة ما هي إلا مبتزة جنسيا وأخلاقيا «لا يتصور أنها تعرضت لهتك العرض وبعد أيام قليلة تزوجت، وهل يقبل العقل والمنطق أن يكون لها ملف معروض على القضاء وأن تقبل بزواجها من آخر». ظل الحضور مشدوها من مرافعة المحامي بلغة عربية فصيحة، مطالبا باعتبار العلاقة مع موكله «رضائية» ولا تخرج عن جنحة الفساد، مشيرا إلى أن المنطق هو «تجنيح» الملف وإحالته على المحكمة الابتدائية، مضيفا أن الضحية حينما يكون متضررا فهو يحضر في الساعات الأولى إلى المحكمة ويحجز مقعدا أماميا، حتى يكون على استعداد نفسي لتأكيد أقواله أو نفيها، ويجب عن أسئلة المحكمة ودفاع جميع الأطراف، مضيفا أن الاختباء بعد اصطياد ضحية آخر يستوجب تفعيل المسطرة في حق من يختلقن سيناريوهات الاعتداءات الجنسية وهتك العرض والاغتصاب وافتضاض البكارة. "عندك ما تضيف" بعدما انتهى الدفاع من بسط مختلف التناقضات بين محاضر الضابطة القضائية وقاضي التحقيق، وإنكار موكله للاتهامات المنسوبة إليه، وتخلف الضحية عن الحضور، وتأكيد ملتمسه ببراءة موكله من هتك العرض واعتبار الأمر جنحة فساد لا غير، وجه رئيس الجلسة إلى الماثل أمامه جملة «عندك ما تضيف»، فرد عليه «لا» وعاد إلى القفص الزجاجي الذي كان يضم العديد من المتهمين في قضايا جنائية. الحبس للمتهم أدخلت الهيأة القضائية الملف للمداولة والنطق بالحكم، بعدما انتهت من التطرق لجميع القضايا المعروضة عليها، فأصدرت ثلاث سنوات حبسا نافذا في حق المتهم، نزلت عليه كالصاعقة بعد تلاوة منطوق الحكم الابتدائي عليه، ليسارع دفاعه باستئناف الحكم، أملا في إيجاد مخرج قانوني له. عبدالحليم لعريبي

قاض لمتهم: “هي تزوجت وأنت مشيتي للحبس”

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إدانة ضابط متورط في وفاة معتقل

التحقيق مع "قائد" في ملفات للسطو على العقار

مقالات ذات صلة