وفاة دركي وغرق مسن بتارودانت وإنقاذ سائحين بتافراوت وحوامل بطاطا خلفت التساقطات المطرية الغزيرة والثلوج التي شهدتها أقاليم إنزكان وتارودانت وطاطا بجهة سوس ماسة، وزاكورة وورزازات وتازناخت بجهة درعة تافيلاتت، خلال الخميس والجمعة الماضيين، ضحايا في الأرواح، وانهيار بعض المدارس وتصدع البنيات الطرقية. وتوقفت الدراسة بعدد من المؤسسات التعليمية بتارودانت وطاطا، وانهار بعضها بسبب الفيضانات، كما توقفت حركة السير بمجموعة من المحاور والطرق الرئيسية والثانوية، وتم عزل مجموعات من الدواوير والمداشر في الوسط القروي، ونفوق العشرات من رؤوس الماشية. محمد إبراهمي (أكادير) نقل، أول أمس (السبت)، جثمان الدركي الرقيب الأول (ج. س)، الذي توفي خلال أداء الواجب، إلى مسقط رأسه بإقليم صفرو ليوارى الثرى. ولقي الدركي حتفه إثر محاولته الوصول إلى عائلات الرحل المحاصرة بجبال صاغرو لإنقاذها، إذ غرق بوادي"أودراز"، عصر الجمعة الماضي، بينما أنقذ ثلاثة دركيين آخرين، من بينهم قائد المركز الترابي لجماعة النقوب بإقليم زاكورة، إثر جرف سيول الوادي سيارتهم بجبال صاغرو. وجرت الحادثة، حسب مصادر محلية، أثناء تنقل دورية الدرك إلى منطقة "اسكا" بجبال صاغرو، استجابة لنداء استغاثة أطلقته أسرة من الرحل، كانت محاصرة وسط الثلوج، قبل أن تجرف سيول قوية سيارتهم. وأفلحت عناصر من السلطات المحلية ودورية أخرى من الدرك الملكي في إنقاذ العناصر الثلاثة من الدرك الملكي، بينهم رئيس المركز، فيما جرفت السيول الدركي الشاب، ليلقى حتفه غرقا. وتواصل السلطات المحلية بزاكورة مجهوداتها للوصول إلى عائلة من الرحل حاصرتها الثلوج بجبال صاغرو بموقع "أمادل" نواحي أسكا بجماعة أيت ولال، وجاء ذلك إثر علمها بلجوء أفراد العائلة لأحد الكهوف بعد انهيار خيمتهم بسبب الثلوج. انتشال جثة بتارودانت أفادت مصادر مطلعة، أن عناصر الوقاية المدنية بتارودانت، انتشلت أول أمس (السبت) جثة مسن من وادي أرغن جماعة توغمرت بعمالة تارودانت. ويتحدر الضحية من دوار تغيرغرت بالجماعة ذاتها، حيث فاجأته السيول، الجمعة الماضي، أثناء محاولته قطع مجرى الوادي، بدوار "تغيرغرت"، إذ جرفته سيول الوادي حوالي 15 كيلو مترا، قبل أن يتم انتشال جثته. وبإقليم تافراوت تمكن أحد عناصر فرقة القوات المساعدة بتهالة، من إنقاذ سائحين من غرق محقق، بعد أن علقت سيارتهما وسط سيول الوادي، إثر ارتفاع منسوبه، جراء التساقطات المطرية المهمة التي تعرفها المنطقة. إنقاذ الحوامل بطاطا أشرف عامل إقليم طاطا، الخميس الماضي، على عملية إنقاذ امرأة حامل، حيث ثم نقلها من المركز الصحي القروي من المستوى الثاني تكموت التابع للنفوذ الترابي لقيادة تكموت دائرة طاطا، إلى المركز الاستشفائي الإقليمي طاطا، عبر سيارة الإسعاف التابعة للجماعة الترابية تكموت. وجاء ذلك فور علمه بانقطاع الطريق أمامها بفعل السيول، كما تمت مساعدة شخصين للعبور إلى الضفة الأخرى لوادي طاطا، بعد نقلهما من منطقة أقا اتجاه المستشفى الإقليمي، احداهما على موعد الولادة، وذلك بعد محاصرتهما بسيول الوادي، الجمعة الماضي. ولم تتمكن حامل أخرى ب"اگينان" من اجتياز وادي فيغْل، بسبب قطع السيول للطريق، وتمكنت ممرضتان بالمركز الصحي"اكينان"و السلطة المحلية من تقديم الإسعافات الضرورية داخل منزل المرأة الحامل، وتمت عملية الوضع بسلام، كما تم نقل امرأة حامل أخرى كانت حالتها صعبة، إلى المركز الاستشفائي الإقليمي بزاكورة، بعد استعصاء نقلها إلى المركز الاستشفائي الإقليمي بطاطا. قطع طرق بسوس تسببت السيول والفيضانات بجهة سوس ماسة في قطع مجموعة من الطرق الرئيسية والثانوية والمسالك المؤدية إلى المدينة، الجمعة الماضي، وعزل عدد من المناطق. وتسببت الأمطار التي شهدتها إنزكان وتارودانت في قطع الطريق الرئيسية الوطنية رقم 10 الرابطة بين أكادير وتارودانت على مستوى النقطة الحدودية بين جماعة أولاد دحو وجماعة الكفيفات، والطريق السريع الرابط بين تارودانت وأكادير، و الطريق رقم 114 الرابطة بين المدينتين. ونصبت عناصر الدرك الملكي حواجز ومتاريس حديدية على مستوى مدارة بيوكرى، موجهة حركة السير للطريق الإقليمية اولاد دحو، بدلا من الطريق الوطنية التي قطعت السيول حركة المرور بها على مستوى مدخل جماعة الكفيفات. وشهد إقليم طاطا منذ ليلة الخميس الماضي، ارتفاعا في منسوب سيول جل وديان وشعاب الإقليم، إذ توقفت حركة المرور بالطريق الرابطة بين طاطا ومناطق تارودانت وأكادير بسبب حمولة وادي "إيسافن". وتسببت حمولة أودية "كرجي" و"أقا"، في قطع الطريق المؤدية إلى كلميم، وانقطاع الطريق المؤدية إلى ورزازات بسبب سيول أودية "واد المالح" و"تاسينت"، إضافة إلى انقطاع الطريق المؤدية إلى تاليوين. كما أعلن عن انقطاع الطريق الإقليمية رقم 1743 الرابطة بين طاطا وأقايغان، والطريق الوطنية رقم 07 الرابطة بين طاطا وإسافن قرب جماعة تزغت. السيول تعزل زاكورة وورزازات تسببت سيول الوديان في وقف حركة النقل والتنقل بمجموعة من الطرق والمسالك القروية بزاكورة وورزازات، إذ تعطلت حركة السير في الطريق الوطنية رقم 9 الرابطة بين ورزازات ومراكش على مستوى جبال تيشكا. وقطعت السيول الطريق الإقليمية على مستوى دوار النقوب بسبب منسوب مياه واد توداشت، وكذا الطريق الجهوية المؤدية إلى طاطا التي توقفت على مستوى "فم زكيد". وظلت الطريق الجهوية المؤدية إلى تزناخت مقطوعة، على مستوى أوريكن جماعة تنسيفت وتزناخت، فيما تمكنت تدخلات السلطات العمومية، مساء الجمعة الماضي، من فتح عدد منها، إذ تم فتح الطريق الجهوية 108 بين النقوب وتزارين. وظلت الطريق الوطنية رقم 9 ما بين دوار أيت ساون، بجماعة تانسيفت مقطوعة، بسبب فيضانات واد تبغور، وكذا الطريق الجهوية رقم 17 على مستوى دوار امراد جماعة آيت بوداود، بسبب فياضانات في واد بوليلي. طائرات لإيصال المساعدات علمت"الصباح" أن شُحنات من المساعدات العاجلة من المواد الغذائية والأغطية حطت بمطار ورزازات مساء أول أمس (السبت). وسيهم التدخل كافة المناطق التي تضررت بسبب سوء الأحوال الجوية، لاسيما الدواوير التابعة لقيادات إمغران، وإغرم نوكدال، وتلوات، وأمرزكان وويسلسات، وأنزال، ونقوب، وتازارين، وتانسيفت، وترناتا. وستقدم القوات المسلحة الملكية الدعم اللوجستي، باستعمال الطائرات لتسريع عمليات إيصال الإمداد بالمساعدات ونقل العناصر البشرية لخدمة المتضررين. وتم إرسال مروحية عسكرية إلى منطقة تيدلي لنقل امرأة حامل إلى المستشفى الإقليمي سيدي حساين بناصر لتقديم المساعدة اللازمة لها. ويرتقب أن تتم عملية فك العزلة عن سكان أزيد من خمسين دوارا تابعا لجماعة تديلي بإقليم ورزازات، منذ الخميس الماضي، حاصرتهم التساقطات الثلجية الكثيفة التي شهدتها المنطقة. الملك يطلق عملية مساعدة عاجلة أعطى الملك محمد السادس تعليماته لمختلف القطاعات المعنية للتعبئة وتقديم المواكبة والمساعدة الضرورية للسكان المتضررين. وأفاد بلاغ صادر عن مؤسسة محمد الخامس للتضامن، أن الملك أعطى توجيهاته لإطلاق عملية مساعدة عاجلة إثر الانخفاض الكبير في درجات الحرارة والثلوج الكثيفة، التي شهدتها ليلة الجمعة الماضي، خاصة في أقاليم زاكورة وورزازات وتارودانت. وتقوم هذه العملية، يضيف البلاغ، على التدخل عن قرب لدى السكان، لا سيما على مستوى الدواوير الجبلية والنائية، بتوفير مساعدات إنسانية عاجلة تتكون من منتجات غذائية وأغطية، فضلا عن مواكبة اجتماعية ملائمة ورعاية طبية على مستوى القرب. وأوضحت مؤسسة محمد الخامس للتضامن أنه سيتم إرسال المساعدات، اعتبارا من أول مس (السبت)، عن طريق الجو، مسجلة أنه "ستتم تعبئة طائرات القوات المسلحة الملكية لهذا الغرض انطلاقا من مطار البيضاء، بالإضافة إلى استخدام المروحيات التي ستتم تعبئتها للوصول إلى المناطق المعزولة"، كما ستتم، حسب المصدر ذاته، تعبئة موارد بشرية وتقنية ولوجستيكية مهمة. وخلص البلاغ إلى أنه "سيتم نشر فرق متخصصة، تضم مساعدات اجتماعيات وأطباء تابعين للمؤسسة، ستعمل بالتنسيق مع القطاعات المعنية والسلطات المحلية، من أجل الاستجابة لحاجيات المناطق المتضررة، في أقاليم زاكورة وورزازات وتارودانت". ويهم هذا الإجراء كافة المناطق التي تأثرت بسوء الأحوال الجوية، خاصة الدواوير التابعة لقيادات امغران وإغرم نوكدال، وتلوات وأمرزكان وويسلسات وأنزال، ونقوب وتازارين وتانسيفت وترناتا.