وجهت إيران "ميليشياتها" للتغلغل في موريتانيا لمحاصرة المغرب، مباشرة بعد مغادرة وزير خارجيتها المنطقة، وحديثه المستفز بإعلان دعم إيران للانفصاليين. وكشفت مصادر مطلعة أن تعليمات صدرت إلى الحرس الثوري الإيراني، للتسلل إلى مناطق جديدة في دول إفريقية، منها موريتانيا، كما كلف فيلق القدس التابع له لتوسيع أنشطته وعلاقاته مع "بوليساريو"، موضحة أن الأنشطة انطلقت منذ مدة، لكن وتيرتها ارتفعت بشكل كبير منذ زيارة وزير الخارجية الإيرانية للمنطقة، إذ كشفت تحقيقات سابقة أن "السفارة الإيرانية في السنغال حل بها عدد من أعضاء الحرس الثوري الإيراني، ما تسبب في أزمة بين البلدين انتهت بقطع العلاقات بينهما في 2011". وذكرت المصادر نفسها أن "إيران تسعى إلى اختراق المجال المغاربي بالتحالف مع الجزائر ودعم عدد من الجماعات المسلحة، وهدفها ابتزاز المغرب"، مضيفة أن "موريتانيا في أعلى سلم أولويات أجندة إيران باعتبار موقعها الإستراتيجي"، رغم أن تقارير عديدة تشير إلى أن موريتانيا ما زالت محصنة، إذ تعارض قوى موريتانية الوجود الإيراني في بلادها، لإدراكها أنه محاولة لجر المغرب إلى "معارك وهمية"، وتزويد "بوليساريو" بالأسلحة، علما أن المغرب فطن، منذ سنوات، للمخطط الشيعي بالمنطقة، ما جعله في مواجهة مفتوحة مع إيران عندما اتهمها بدعم جبهة "بوليساريو" الانفصالية المدعومة من الجزائر، رغم أن المواجهة اتخذت، في الأشهر الأخيرة، طابعا آخر إقليميا، إذ يتردد باستمرار أن طهران تحاول ترسيخ نفوذ لها في القارة الإفريقية. وأوضحت المصادر ذاتها أن "الحرب" الإيرانية لا تقتصر على دعم الانفصاليين، بل تمتد، أيضا، إلى المجال الديني، وهدفها الولوج إلى القارة الإفريقية، ما دفع المغرب إلى التحرك، خصوصا أنه "من بين الدول المعروفة بنشر الطرق الصوفية في القارة الإفريقية"، إذ سبق أن صرح ناصر بوريطة، وزير الخارجية، في كلمة أمام مجلس النواب أن "إيران تحاول الدخول إلى غرب إفريقيا لنشر المذهب الشيعي، والأمن الروحي للمغاربة وللقارة الإفريقية يعد من بين الأولويات للتصدي للأطماع الإيرانية في القارة". ويذكر أن عدة تقارير سجلت أن إيران تسعى إلى تثبيت أقدامها أكثر في إفريقيا، مركزة على عدد من الدول التي لها مراكز حساسة في القارة، إذ تشكو نيجيريا والسنغال من تنامي التشدد الديني وسط تصاعد لنشاط جماعات إسلامية شيعية. خالد العطاوي