fbpx
أسواق

الأسواق الأسبوعية … ملجأ المسحوقين

بيضاويون يقصدونها بحثا عن أسعار أدنى والفارق في ثمن اللحم يصل إلى 20 درهما

دشن المغاربة السنة الجارية بموجة من الغلاء شملت كل أصناف المواد الغذائية، خاصة الخضر والفواكه واللحوم الحمراء والبيضاء. وأصبحت الزيادات المتتالية في الأسعار الموضوع الذي يحتل الصدارة في مواقع التواصل الاجتماعي. وأثار ارتفاع أسعار المواد الأكثر استهلاكا إلى مستويات غير مسبوقة، مثل البصل والطماطم، موجة من التعليقات والتساؤلات حول أسباب هذا الارتفاع، وأصبح الموضوع مادة خصبة للسخرية، إذ نشر أحد نشطاء في مواقع التواصل منشورا يشير فيه إلى أن سعر البصل وصل إلى 10 دراهم ويتضمن خمس بصلات، ما يعني أن ثمن البصلة أصبح بدرهمين وأن الدرهم لم يعد يساوى حتى بصلة. ولا حديث في المقاهي والتجمعات السكنية سوى عن موجة الغلاء غير المسبوقة، ما يعني أن «الموس وصل للعظام». ودفعت موجة الغلاء بالفئات المتوسطة إلى اللجوء للأسواق الأسبوعية المحيطة بالبيضاء، بحثا عن أسعار أرحم.

كل جنبات الطريق المؤدية إلى سوق «أربعاء ولاد جرار» كانت، على الساعة الواحدة زوالا الأربعاء الماضي، مملوءة عن آخرها بالسيارات التي ركنها أصحابها وقصدوا السوق الأسبوعي، من أجل اقتناء احتياجاتهم الأسبوعية من الخضر والفواكه واللحوم.
ويمكن سماع نداءات التجار من بعيد لجلب اهتمام الوافدين على السوق وتوجيههم بالإعلان عن الأسعار، التي يبيعون بها بضاعتهم. جابت «الصباح» مختلف المساحات المخصصة لعرض الخضر والفواكه واللحوم، وعاينت مستوى الأسعار، ورغم أنه يظل مرتفعا عن المعتاد، فإنه يختلف كثيرا عن مستوياتها داخل أسواق الأحياء بالبيضاء، إذ يصل الفارق إلى 20 درهما بالنسبة إلى بعض المواد، مثل لحم البقر، الذي لا يتجاوز سعره بسوق «أربعاء ولاد جرار» 80 درهما للكيلوغرام، في حين يتراوح بين 95 درهما و100 داخل العاصمة الاقتصادية، كما أن هناك فرقا، أيضا، في أسعار الخضر، إذ أن سعر الطماطم في حدود 10 دراهم، في حين أنه يتجاوز في بعض أحياء البيضاء 13 درهما للكيلوغرام. كما أن كيلوغرام البرتقال من صنف «كليمانتين» يباع بسعر في حدود 10 دراهم، في حين يتجاوز بأسواق البيضاء 12 درهما، ولا يتجاوز سعر الموز 9 دراهم، من النوع الجيد، في حين يفوق 10 دراهم بالبيضاء.

« بيعني ولا لوحني»

تقول الخضر» بعني ولا لوحني»، إحدى العبارات المتداولة بين تجار سوق « أربعاء ولاد جرار»، التي تعني ببساطة أن مصير الخضر والفواكه هو البيع أو التلف، لا مجال للتخزين لمدة طويلة، بالنسبة إلى هؤلاء التجار، ما يعني أنه لا مجال للاحتكار أو المضاربة، حسب ما أكده بعض التجار، مضيفا أنه يكتفي بهامش ربح معقول لضمان تصريف كل بضاعته واقتناء أخرى لبيعها في سوق أسبوعي آخر.
مصطفى، أستاذ بإحدى الثانويات بالبيضاء صادفته «الصباح» بالسوق، الذي اعتاد زيارته كل أسبوع لاقتناء احتياجاته من الخضر والفواكه واللحم، صرح أنه يقصد هذا السوق منذ سنوات، لأن السلع المعروضة فيه ذات جودة وبأسعار معقولة، مضيفا أن الفارق في السعر يمكنه من توفير ما لا يقل عن 200 درهم في الأسبوع على أقل تقدير، مع الأخذ بعين الاعتبار، تكاليف المحروقات للتنقل من حي الألفة إلى «أربعاء ولاد جرار».

توفير ما بين 250 درهما و400

ويقصد زكرياء، صاحب مقاولة صغيرة للبناء، السوق مرتين في الشهر لقضاء حاجياته. وأكد لـ»الصباح»، وهو يختار أجود الخضر، أن الأسعار تقل بكثير عن مستواها بالمنطقة التي يقطن بها بالبيضاء، ما يشجعه على زيارة هذا السوق واقتناء ما يحتاجه لمدة أسبوعين، مضيفا أن كلفة التنقل لا تتجاوز 30 درهما، في حين أن الفارق بين الأسعار بالبيضاء و»أربعاء ولاد جرار» تمكنه من توفير مبالغ تتراوح بين 250 درهما و 400 في الشهر. وأشار إلى أنه يقصد هذا السوق، أيضا، لجودة اللحوم التي تباع فيه، علما أن أسعارها تقل عن مستواها بالبيضاء، بمبلغ يتراوح بين 10 دراهم و20 درهما.

فئات متوسطة الدخل

عاينت «الصباح» أن المترددين على هذا السوق ينتمون لمختلف الفئات الاجتماعية، إذ إضافة إلى سكان المناطق المجاورة، فإن هناك فئات من متوسطي الدخل تنتقل من البيضاء إلى السوق الأسبوعي لاقتناء ما تحتاجه، خاصة بعد تعرض ميزانيتها إلى عوامل التعرية، بسبب ارتفاع كلفة المعيشة ووصول التضخم إلى مستويات غير مسبوقة، ما جعل هذه الفئات مضطرة إلى بذل مجهودات للحفاظ على توازناتها المالية. وأصبح عدد من الأشخاص يقصدون هذا السوق كل أسبوع هربا من لهيب الأسعار، الذي تعرفه العاصمة الاقتصادية البيضاء.
ويتساءل عدد من المواطنين عن الأسباب الحقيقية، التي تقف وراء التهاب أسعار مجموعة من أصناف الخضر والفواكه واللحوم، أما الجهات الرسمية فترجع ذلك إلى الطقس البارد والظروف المناخية، ما أدى إلى خلل مؤقت في تموين السوق، في حين أن المواطنين يشيرون بأصابع الاتهام إلى المضاربة واستغلال بعض الوسطاء للظرفية لرفع أسعار الخضر والفواكه والمواد الغذائية بشكل عام.

عبد الواحد كنفاوي


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى