المؤسسة المالية تتوقع معدل نمو بـ 3 في المائة وتشيد بالأداء الجيد للعائدات الضريبية وصف صندوق النقد الدولي سياسة الحكومة في مواجهة الصدمات السلبية للحرب في أوكرانيا والجفاف، وتداعياتها الاجتماعية والاقتصادية بالاستجابة السياسية القوية. وتوقع الصندوق، في بيان له عقب مشاورات المجلس التنفيذي للمادة الرابعة لعام 2022 مع المغرب، أن يتسارع نمو الناتج المحلي الإجمالي للمغرب ليبلغ 3 في المائة السنة الجارية، مدفوعا بشكل أساسي بانتعاش الإنتاج الزراعي وانعكاساته الإيجابية على باقي قطاعات الاقتصاد. كما توقعت المؤسسة المالية الدولية أن يتراجع معدل التضخم تدريجيا إلى حوالي 4 في المائة خلال 2023، تزامنا مع تلاشي صدمة أسعار السلع الأولية تدريجيا، كما يرتقب أن يتراجع عجز الحساب الجاري إلى معدله الطبيعي، البالغ حوالي 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي على المدى المتوسط، مدعوما بالإصلاحات الهيكلية. ورغم ارتفاع الإنفاق الجاري، جراء زيادة كلفة الدعم الممنوح لبعض القطاعات، لمواجهة التضخم وارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغدائية الأساسية، ودعم القطاعات المتضررة جراء الجائحة وكلفة فاتورة النقل وارتفاع الرسوم الجمركية على المواد المستوردة، وباقي الإجراءات العمومية التي خففت من الأثر الاقتصادي للصدمات، فقد توقع الصندوق أن ينخفض العجز الكلي في الميزانية، مبرزا، الأداء الجيد لكل العائدات الضريبية وغير الضريبية. ولم يفت الصندوق، وهو يتابع التوقعات الاقتصادية بالمغرب في ظل التحديات التي يواجهها على غرار باقي الدول النامية، وتقييم السياسات الحكومية الهادفة إلى التخفيف من الأثر الاجتماعي والاقتصادي للصدمات السلبية الأخيرة، وتقدير حجم المخاطر التي تلقي بثقلها على التوقعات الاقتصادية، إعطاء توصيات جديدة تدعو الحكومة المغربية إلى مواصلة السياسات الصارمة والتنفيذ السريع للإصلاحات، الكفيلة بدعم النشاط الاقتصادي. ويرى خبراء الصندوق أن قانون المالية 2023، سعى إلى إرساء توازن بين الحاجة إلى تقليص العجز، وتخفيف الأثر الاجتماعي والاقتصادي للصدمات، وتمويل الإصلاحات الهيكلية، منوها بما اعتبره تقدما في ما يتعلق بتحسين إشرافه المالي وإطاره التنظيمي، والتزاما راسخا بتنفيذ إصلاحات هيكلية شاملة. وتوقف الصندوق عند أوراش إصلاح أنظمة الحماية الاجتماعية والصحة والتعليم، مؤكدا أنها ستحسن الإنصاف وجودة الولوج، وضمان استهداف أفضل للإنفاق الحكومي، ودعم الرأسمال البشري على المدى الطويل. برحو بوزياني