محتجون من سكان سنطرال استفادوا أزيد من 5 مرات

صنبور الشقق والبقع يرفع عطش الطامعين في مراكمة الاستفادات وسماسرة العقار يقفون وراء المحتجين قد تكون «البراكة» قدرا مشؤوما يجثم على حياة بعض الأسر البيضاوية، ولا يضير الدولة أن تساهم في رفع ثقله من المال العام، لتحيا هذه الأسر حياة كريمة، لكن الأمر لم يعد يتعلق بعملية تضامنية تتحمل عبئها الدولة، بل تحولت البراكة بالنسبة إلى كثيرين إلى «كنز لا يفنى» . هذا ما أثبتته احتجاجات بعض سكان كاريان سنطرال الأسبوع الماضي، والذين كان في طليعتهم أفراد أسر، تسلحوا بالحجارة لرجم الدولة التي فتحت أمامهم مغارة علي بابا. ومن بينهم أفراد عائلات استفادوا أكثر من ثلاث مرات، ويلحون على أن يستفيد كل فرد من الأسرة من بقعة أرضية مساحتها 80 مترا مربعا. أسرة «م.ف» مكونة من 13 فردا، كانت تقطن براكة مساحتها 70 مترا مربعا واستفادت خمس مرات، لكن رب الأسرة يصر على أن يستفيد من محل تجاري غير محصي، وباستفادة ابنه المتزوج بعد تاريخ الإحصاء الرسمي، وابنه المطلق. وأسرة «م.ن» استفادت هي كذلك خمس مرات، لكنها تطالب ببقعة سادسة لابن حل محل والدته المستفيدة المتوفاة وباستفادة فردية. أسرة «ص.ي» استفادت من ثلاث بقع وتطالب باثنتين أخريين لابن تزوج خارج تاريخ الإحصاء الرسمي، ولابنة غير قاطنة في الكاريان، وعادت لتطالب بحصتها من إرث الدولة.أسرة أخرى كانت تقطن براكة مساحتها 30 مترا مربعا، واستفادت من ثلاث بقع، لكن "قرقب السطل يبان العطشان"، لأنه ما أن فتحت الدولة صنبور الاستفادات بطريقة تضر بالمساواة بين المواطنين، حتى شحذت هذه الأسرة مخالب الغضب مطالبة ببقعتين أخريين للأبناء العزاب وللابنة الأرملة. وكانت أسرة أخرى تتحمل العيش في براكة لا تتجاوز مساحتها 25 مترا مربعا، واستفادت من بقعة، إلا أنها تطالب ببقعتين أخريين. أب أسرة أخرى استفاد من بقعتين ويريد لأبنائه الثلاثة العزاب بقعتين، وأم ثلاثة عزاب استفادت من بقعة عن براكة كانت تتقاسمها معهم، وترفض هدمها قبل منح أبنائها الثلاثة بقعتين. هذا فيض من غيض التدبير العشوائي للسكن العشوائي بالدار البيضاء، إذ اختار المسؤولون الذين تعاقبوا على حل معضلة سكن الصفيح، الطريق الشائك إلى إعادة إيواء أسر دور الصفيح، وفتحت شهيتها إلى استفادة غير مشروعة من بقع مساحتها تصل إلى 80 مترا مربعا. وفي بلاغ لها، اعتبرت ولاية جهة الدار البيضاء، أن الذين عرقلوا تنفيذ الأحكام القضائية ليسوا متضررين، بل مستفيدين يريدون مضاعفة استفادتهم وتمكين أقاربهم وذويهم من استفادة غير مشروعة وغير قانونية. كما أكد بيان الولاية، أن "من سموا أنفسهم متضررين هم في الحقيقة مستفيدون من بقع أرضية أو شقق، وانتهجوا "أسلوب الابتزاز، ورفضوا الانخراط في عملية إعادة الإيواء، مطالبين باستفادة أفراد أسرهم خارج الإحصاء والمعايير المعتمدة، مما استدعى اللجوء إلى القضاء الذي أصدر حكمه في الموضوع".ولم تكن أطماع المستفيدين وحدها من حرك غبار الاحتجاجات، تحت يافطة "ما تقيش براكتي"، بل وراءها، حسب بيان الولاية، "مصالح شخصية ضيقة تحركها أطماع مضاربين عقاريين وسماسرة الأحياء الصفيحية". ولتوضيح ذلك أكثر، تربط مصالح الولاية قطع بازل الاستفادة ببعضها البعض لتظهر الصورة البشعة للعملية من الألف إلى الياء، إذ تتم عملية الاستفادة عبر إبرام عقد شراكة ما بين مستفيدين من قطعة أرضية تقدر مساحتها بأزيد من 86 مترا مربعا لبناء سفلي، إضافة إلى ثلاث طوابق، ويبقى للمستفيدين الخيار في أداء مبلغ 40 ألف درهم 20 ألف عن كل مستفيد، ومباشرة بناء القطعة بإمكانياتهم الذاتية، آنذاك ستمكنهم هذه العملية من امتلاك شقتين لكل مستفيد منهما. وفي الحالة التي تكون فيها إمكانيات المستفيدين محدودة جدا، فإن المستفيدين يدخلان طرفا ثالثا في العملية، وهو ما أصبح يطلق عليه ب"مول الشكارة"، وهو الذي يقوم بأداء ثمن القطعة لصالح شركة العمران، بعد إبرام عقد شراكة "ثلاثي الأطراف" والتكلف بموجبه بأداء واجبات الكراء لمدة تفوق السنة والقيام بعملية البناء بكافة مراحلها، مقابل ذلك يتحصل الطرف الثالث شقتين ويسلم للطرفين المستفيدين شقة لكل واحد منهما بصفر درهم، وذلك في حال ما إذا أسفرت عملية القرعة عن الحصول على قطعة سكنية عادية. أما إذا كانت القطعة ذات طابق سفلي تجاري، توضح الولاية، أو ذات طابق سفلي وزاوية فإن المستفيدين يفرضان شروطا أخرى من بينها الحصول على مقابل مالي "الحلاوة" قد تصل إلى 250 ألف درهم أو الاستفادة من 3 شقق إحداها غير منتهية الإنجاز .وبخصوص القيمة المالية للبقع الأرضية بالقطب الحضري الهراويين، التي استفاد منها سكان كاريان سنترال، فإنها تتراوح ما بين 1 مليون و1.4مليون درهم حسب المواصفات التقنية للبقعة، أما ثمن الشقة فيتراوح بدوره ما بين 350 و400 ألف درهم.وحسب الإحصاءات التي أوردتها ولاية الدار البيضاء الكبرى، فإن عدد البراريك المحصية بكريان سنطرال سنة 2008، وصل إلى 4640 براكة، كانت تقطن بها 6902 أسرة، هدمت منها إلى غاية 2 يونيو الجاري 3926 براكة، أي بنسبة تقارب الـ90 في المائة. واستفادت كل الأسر المستوفية للشروط، حسب الولاية، إما من بقعة أرضية، أو شقة لا يتعدى سعرها 100 ألف درهم علما أن ثمنها في سوق العقار يفوق 350 ألف درهم.لا تتحمل أسر الكاريانات وزر الأطماع التي تحركها، بعد أن عاشت سنوات عجاف في دور الصفيح، وما يعنيه ذلك من ميلاد ظواهر اجتماعية قبيحة، بل كانت الطريقة الخاطئة لتدبير الملف، هي ما خصب بويضة الطمع لديهم، ليتمخض عنها مولودا مشوها خلقيا، سيكون على الدولة من جديد تحمل نفقات علاجه، خاصة أن أطماع السكان ليست إلا شجرة تخفي وراءها أطماع منتخبين وبعض أعوان ورجالات السلطة الذين تشير إليهم الأصابع ب"راه راه والغوت وراه".ضحى زين الدين

محتجون من سكان سنطرال استفادوا أزيد من 5 مرات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رياح طالبان تهب على العاصمة العلمية

ناشط بالعدل والإحسان يغتصب طفلا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات