تغرير ما زال جزء كبير من الأسر المغربية متغافلا عن مسؤوليته تجاه أبنائه، في ما يتعلق بحمايتهم من الغرباء، وتجنيبهم شر الشارع الذي يجمع جميع أنواع البشر، ومنها الأشرار، ما يؤدي إلى تعرض الكثير من الأطفال إلى الاغتصاب، ومنهم من يستعمل في جرائم دون علم أسرهم. وسبب هذه الغفلة أن الأسر تعتقد أن الشارع آمن، وأن الجيران وسكان الحي لا يمكن أن يؤذوا أطفالهم، لكن الواقع يبين عكس هذا الأمر، إذ هناك من اغتصب الكثير من الأطفال في حوادث مختلفة، وهناك من استعملهم في أعمال الشعوذة بعد اختطافهم وقتلهم، وغيرها من الجرائم. وما تزال الكثير من أحداث الاعتداءات على الأطفال أمام القضاء، كما هو الأمر بالنسبة إلى طفل قاصر بأكادير، الذي اعتدى عليه ألماني جنسيا، باستدراجه إلى أحد المطاعم، وقدم له وجبة، قبل أن يهتك عرضه في المرحاض، غير أن سائحا بريطانيا كان في المطعم نفسه، وأنقذ الطفل في آخر لحظة، وهو ما يفرض على الأطفال والشباب عدم مرافقة الغرباء. ع.ن السياقة الاستعراضية تعتقد مجموعة من الشباب أن السياقة الاستعراضية، تكسب صاحبها اعتراف الأصدقاء والخصوم، خاصة أمام معاينة حجم الهتافات التشجيعية والتصفيقات التي يحصل عليها عدد من الأشخاص الذين ينجحون في القيام بحركات بهلوانية في الشارع العام وأمام المؤسسات التعليمية. ولأن أغلب الشباب المعني بهذا السلوك، يكون من فئة المراهقين والقاصرين، يشرعون في التنافس في ما بينهم على استعراض عضلاتهم في محاولة لإثبات مكانتهم في الساحة، وهو ما يطلقون عليه باللغة العامية " فلان حاكم الكروة"، حتى يظفر باحترام الشباب وإعجاب الفتيات. ودون استشعار لعواقب هذا السلوك غير القويم، يسقط الشاب نفسه ضحية لحوادث سير خطيرة ومميتة، وفي حال نجا من موت محقق فإنه يجد نفسه رهن الاعتقال والمساءلة القضائية. ولهذا ينبغي على الشباب استحضار أن القانون يلاحق أصحاب السيارات والدراجات النارية، الذين يخرقون مدونة السير ويقومون بحركات بهلوانية باستعمال ناقلاتهم، باعتبار السياقة الاستعراضية تشكل تهديدا لصحة وأمن مستعملي الطريق والمارة وكذا صاحبها. م. ب