المياه تغرق مستعجلات بـ13.2 مليارا

أكبر مصلحة صحية في البيضاء أعطى انطلاقتها الملك تسبح في الفيضانات بعد شبهات في صفقات بنائها توقفت الأشغال، للمرة الألف، بمشروع مصلحة المستعجلات الجديدة بمستشفى ابن رشد (المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالبيضاء)، بعد اكتشاف سلسلة من العيوب التقنية، وأعطاب في الدراسات الأولية في البنية الجيولوجية للأرض، إضافة إلى "التسامح الكبير" مع الشركات المكلفة بالبناء والتجهيز والمعدات الطبية. وتحول مشروع "تروما سانتر"، الذي أشرف الملك على إعطاء انطلاقته في فبراير 2016، إلى أطلال غارقة في أوحال المياه الجوفية ومياه الأمطار التي فاضت من كل جانب، وكادت تغرق مرافقه وأقسامه في طور البناء، ومعها بعض المعدات الطبية الباهظة الثمن التي تتعرض إلى التلف التدريجي. وأبانت عمليات التدقيق الأولي، التي وقفت عليها لجنة مشتركة من مسؤولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد ووزارة الصحة، وجهة البيضاء-سطات، عن وجود شبهات حول عمليات تحايل في دفاتر التحملات وعدم احترام أهم بنود العقد الموقع مع بعض الشركات التي رست عليها صفقات عمومية ناهزت 13.2 مليار سنتيم. وانطلق العمل في هذا المشروع في منتصف 2016، إذ كان مقررا، حسب التزام قطعه وزير الصحة الأسبق (الحسين الوردي) أمام الملك، أن تنتهي الأشغال في غضون سنة ونصف السنة، أي أن يكون جاهزا في 2018 على أبعد تقدير، دون أن يحدث أي شيء من هذا القبيل. ورفعت إلى السلطات المركزية تقارير وصور بالحالة المزرية التي يوجد عليها المشروع الغارق في بحر من المياه، وتعرضت أغلب تجهيزاته إلى التلف، كما طالت السرقة كاميرات مراقبة باهظة الثمن، كما تم استبدال منافذ وأبواب وزجاج وخشب وألواح ألمنيوم، بعد أن لحق الأولى تدهور كبير، بسبب عوامل الزمن. وأقنعت إدارة المستشفى، بتنسيق مع وزارة الصحة، عددا من الشركاء بمشروع تشييد مصلحة جديدة للمستعجلات، تخصص للمرضى البالغين غير المبرمجين والتابعين لتكفل مستعجل طبي وجراحي، باستثناء أمراض العيون والأذن والأنف والحنجرة، والأمراض النفسية. واختارت إدارة المستشفى بقعة أرضية بمساحة إجمالية قدرها 11 ألفا و211 مترا مربعا توجد في الطريق المؤدي إلى مستشفى 20 غشت، وهي مساحة كافية لبناء عدد من المصالح الجديدة من قبيل، مصلحة للتصوير الطبي (تصوير الأوعية، التصوير بالرنين المغناطيسي، جهاز سكانير، الأشعة السينية، دوبلر)، وجناح للجراحة يتضمن قاعات للجراحة المعقمة والعمليات شديدة التعقيم والمراقبة ما بعد الجراحة. وحسب التصاميم الأولية، التي عرضت على الملك في فبراير 2016، كان مقررا أن يضم المشروع أيضا وحدة لعلاج آلام الصدر/ الربو، ووحدة للفحص "فاست تراك" (فحوصات، الأشعة السينية، الفحص بالصدى، العلاجات، تركيب الجبس)، وقاعة لاستقبال المستعجلات الحيوية، ومرافق تقنية، ووحدة متنقلة للمساعدة الطبية المستعجلة. وبعد مرور سبع سنوات، أقبرت أغلب هذه المصالح، وغرق بعضها في المياه الجوفية ومياه الأمطار التي تجتاح هذه المنطقة بداية كل موسم شتاء، ما تسبب في تأجيل زيارة تدشين ملكية للمرة الثانية على التوالي، واحدة في السنة الماضية، والأخرى قبل شهرين. يوسف الساكت

المياه تغرق مستعجلات بـ13.2 مليارا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

النواصر.. إطلاق أشغال توسعة “الدار البيضاء للطيران”

اختطاف "فقيه" والمطالبة بفدية

مقالات ذات صلة