كتاب يوثق كواليس «البلية» والعلاقة مع الكحول صدر حديثا للشاعر والكاتب الصحافي، عبد العزيز بنعبو، كتاب جديد اختار له عنوان "يوميات سكير" عن منشورات دار الوطن للصحافة والطباعة والنشر. وتفرعت العناوين الداخلية للكتاب السيرة، إلى 23 عنوانا توزعت عبر مسارات يومية يحكي فيها عبد العزيز بنعبو، عن كواليس يوميات "البلية" والعلاقة مع الكحول، ويسرد تفاصيل بعض الجلسات، كما يخوض في تلك المشاعر المتضاربة ويتوغل في أدغال "الثمن" كما يسمى باللهجة المغربية، وهو الوصول إلى أعلى درجات الثمالة. واعتبر الناشر عبد النبي الشراط، في كلمة جاءت في ظهر الكتاب، أنه "نص متمرد على نفسه وعلى الصمت المتخاذل"، وجماليته "ليس في قدرته على تحطيم التوتيم... وتجاوز الوثنية الكتابية المحدثة فحسب بل في خطابه السردي وقدرته الخارقة أن يجعلك تسكر معه حين تصحو الحانات وتصحو حين يصيبه صداع الصباح..". وقبل كلمة الناشر تصدر الكتاب تقديم وقّعه الكاتب الصحافي المخضرم بوشعيب الضبار، واختار له عنوان من ("سنوات السكر العلني والسري"إلى "مرحلة الصحو"..)، وقال في مستهله "لأول مرة في المغرب، وفي سبق غير معهود، يجرؤ كاتب وإعلامي وشاعر معروف على الخوض في تجربة شخصية ذات طابع اجتماعي حول رحلته في دهاليز وأقبية الحانات المعتمة، ومعاقرته الكأس حتى الثمالة، والسهر مع الندماء حتى آخر أنفاس الليل." ويضيف الضبار، "هي يوميات، وبالأحرى سرديات خمرية، إن جاز التعبير، لها خصوصيتها، تسبر أغوار هذه العوالم السفلى الحبلى بالأسرار الغامضة، والحكايات المثيرة عن مرتادي تلك الفضاءات، يرويها الكاتب والإعلامي الأستاذ عبد العزيز بنعبو، بأسلوبه الرشيق، ويضفي عليها هالة من التشويق." ويتوقف الضبار عند ملاحظة أساسية، وهي أن "اللافت للانتباه في هذه اليوميات، أن كاتبها الأستاذ بنعبو لا يعتلي منصة الخطابة، ولا يصدر الفتاوى، حول حدود الحرام والحلال، ولا يقدم النصح والإرشاد، ولا يدعي البطولة، بل انه انتبذ مقعدا، وجلس كسكير سابق، يستحضر مغامراته بمنتهى الأمانة والصدق مع النفس، كما عاشها، في لحظة مكاشفة، تاركا للآخرين، أصحاب العقول المتصفة بخاصية التفاعل الايجابي، فرصة استيعاب الدرس من تلقاء أنفسهم." ويشير صاحب التقديم، إلى أنه "في هذه (السرديات الخمرية)، ثمة مكونات تثير الإعجاب لدى المتلقي: طرافة الفكرة، ورمزيتها الاجتماعية، خطاب الحكي، أسلوب السرد الانسيابي، روح المرح، ونكهة السخرية المبطنة بين السطور، والعبرة التي تشكل خلاصة التجربة التي امتدت على مدى سنين بين (السكر العلني والسري)". ع. م