التغطية الصحية… صيادلة يطالبون بالإشراك

بوزوبع: الصيدليات يمكن أن تساهم في تخفيف الضغط على المؤسسات الاستشفائية العمومية وجه الائتلاف الوطني لصيادلة العدالة والتنمية مذكرة إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، طالب من خلالها، بإصلاح قطاع الصيدلة من أجل إنجاح ورش التغطية الصحية الشاملة. وتضمنت المذكرة اقتراحات تهم تقويم وتطوير القطاع الصيدلاني بالمغرب، ركزت على الإصلاحات في أبعادها التشريعية والقانونية والتنظيمية، انطلاقا من تجارب ناجحة في العديد من الدول المتقدمة ودول الجوار. وتضمنت المذكرة المكونة من 13 صفحة، ثلاثة محاور أساسية، تتطرق إلى تفاصيل تقنية، وهم المحور الأول، الأدوار والخدمات الجديدة لقطاع الصيدليات، والذي اعتمدته العديد من الدول في دعم منظوماتها الصحية الوطنية، لتغطية الخصاص في الموارد البشرية من جهة، ولترشيد نفقات قطاعاتها الصحية من جهة أخرى. حسب المذكرة، فإن المغرب معني بتلك الإجراءات، سيما أنه يحصي خصاصا في الأطر الطبية يقدر بـ 32 ألف طبيب و65 ألف ممرض، مقابل فائض في عدد الصيادلة مع ما يعرفه قطاع الصيدليات من انتشار عبر التراب الوطني، يجسد إمكانية استغلال هاته المرافق الصحية، من خلال تقديم عدة خدمات جديدة، كما هو معمول به في العديد من الدول. وحرصت المذكرة على التذكير في هذا الصدد، باعتماد التلقيح ضد الأنفلوانزا الموسمية أو أمراض أخرى من قبل الصيدليات، مشيرة إلى أن دولة مثل فرنسا تلقح ما يقارب 55 % من مواطنيها سنويا ضد الأنفلوانزا الموسمية، بالنظر لانخراط صيدلياتها في حملة التلقيح، مقابل 2 % في المغرب، ما يعتبر مؤشرا ضعيفا في رفع الحماية الجماعية ضد مثل هذه الأوبئة. وأكد واضعو المذكرة أن الصيدليات، يمكن أن تساهم في تقوية الأمن الصحي، على غرار اعتماد الاستشارة الطبية عن بعد بالصيدليات، لتخفيف الضغط عن المؤسسات الاستشفائية العمومية، والكشف المبكر عن بعض الأمراض، بواسطة اعتماد اختبارات الكشف السريع، وأدوار كثيرة أخرى. أما المحور الثاني، في المذكرة، فهو يهم الإصلاحات الضرورية لقطاع الصيدليات لتأهيله ومواكبة ورش التغطية الشاملة، بدءا من تنظيم تكوين الأطر الصيدلانية، مرورا بالإجراءات المطلوبة لمواكبة الصيدليات في وضعية هشاشة، والتي باتت تغلق أبوابها أو في وضعيات إفلاس، ما يحرم المواطنين من خدماتها، وصولا إلى بعض التشريعات المطلوبة التي يحتاجها القطاع، إذ أن غيابها يؤثر سلبا على سلامة المواطنين وأيضا العائدات الضريبية لخزينة الدولة، وترشيد نفقات التعاضديات على حد سواء. ويتعلق الأمر هنا بعدم اعتماد مسطرة قانونية في تحديد أثمنة المستلزمات الطبية وغياب إطار قانوني للمكملات الغذائية. ويهم المحور الثالث في المذكرة الشراكات النوعية المهمة التي يمكن لقطاع الصيدليات بلورتها مع المؤسسات الاستشفائية العمومية، سيما في موضوع تفويض صرف الأدوية المجانية، التي يتم اقتناؤها من قبل وزارة الصحة على مستوى الصيدليات، لضمان وصولها كاملة للمرضى، لضمان النجاعة في تنزيل ورش التغطية الصحية الشاملة، وتسهيل ولوج المواطنين للدواء؟ ويرى أمين بوزوبع، رئيس الائتلاف الوطني لصيادلة "بيجيدي"، أن توجيه المذكرة لوزارة الصحة والحماية والاجتماعية، تؤطرها عدة سياقات، أولها الورش الملكي الكبير، ذو الأبعاد الاجتماعية، والمتعلق بتنزيل ورش التغطية الصحية الشاملة، الذي سيستهدف 95 % من المواطنين، ما يستوجب جاهزية معتبرة للمنظومة الصحية بأكملها، بما فيها قطاع الصيدليات لأداء أدوارها الخدماتية الصحية على أحسن وجه. وأوضح بوزوبع، في حديث مع "الصباح"، أن السياق الثاني للمذكرة، يتعلق بالمصادقة على القانون الإطار رقم 6ـ22 المتعلق بالمنظومة الصحية الوطنية، والذي أعقبته برمجة وضع خمسة مشاريع قوانين مرتبطة بالقطاع الصحي في المسلك التشريعي، مؤكدا أن القانون الإطار يهدف إلى بلورة شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص في مجال الصحة، ما يعني أن قطاع الصيدلة مطالب بتقديم تصوره حول تلك الشراكة لدعم المنظومة الصحية الوطنية وتطويرها. خلل في منظومة الصحة أكد بوزوبع أن جائحة كورونا التي اجتاحت العالم، أبانت عن مواقع الخلل في القطاع الصحي العالمي، مضيفا أن المغرب مطالب بالوقوف على مواقع الخلل محليا والانخراط في معالجتها، سيما في ما يتعلق بالقطاع الصيدلاني، لبلورة مناعة مستقبلية للقطاع الصحي ضد أي جائحة أو وباء مستقبلي. وبرأي مسؤول الائتلاف الوطني، فإن المذكرة تأتي للتذكير بالعديد من الأوراش الإصلاحية المتراكمة لقطاع الصيدليات لمدة سنوات، والتي لم تعد تحتمل التأجيل، في ظل التحديات المتواصلة، مع التذكير بأهمية المقاربة التشاركية باعتبارها آلية ناجعة في إنجاح تنزيل السياسات العمومية. وأوضح بوزوبع أن استئناف المشاورات، أمر ضروري مع مختلف التمثيليات المهنية لقطاع الصيدلة، لأن هناك إمكانيات متاحة كبيرة في قطاع الصيدلة ينبغي استغلالها، مشيرا إلى أنه يضم ما يقارب 12ألف صيدلية موزعة عبر التراب الوطني، تمثل مرافق صحية للقرب، يجب تسخيرها في دعم المنظومة الصحية الوطنية، على غرار ما سارعت إليه العديد من الدول خلال جائحة كورونا. برحو بوزياني

التغطية الصحية… صيادلة يطالبون بالإشراك

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"لابيل في" تطلق برنامج مساهمة المستخدمين

النساء المعنفات ... انتهى الكلام

مقالات ذات صلة