عطية الله وحمد الله… رحلة معاناة طويلة

الحوصيني مكتشف اللاعبين قال إنهما ذرفا الدموع بعد تألقهما بالمونديال قال عبد الإله الحوصيني، مكتشف اللاعبين عبد الرزاق حمد الله ويحيى عطية الله الإدريسي، إنهما يستحقان ما وصلا إليه. وأضاف في حوار مع» الصباح» أن اللاعبين تعذبا في بداية مسارهما الكروي، وأنهما صبرا كثيرا من أجل الوصول إلى أهدافهما. وكشف المتحدث نفسه أن عطية الله كان يفكر في اعتزال الكرة بصفة نهائية بعد فشله في اجتياز اختبار بأولمبيك آسفي، وزاد موضحا «تدخلت وأقنعته بالصبر والكفاح وبعدها عاد أقوى». في ما يلي نص الحوار: متى انطلقت مسيرة عطية الله الكروية وكيف كانت؟ انطلاقة عطية الله الإدريسي كانت ببراعم نجم شباب آسفي في 2005، وكان لديه أخ أكبر منه يتدرب رفقة فئة الصغار في الفريق نفسه وربما تحدث معه بخصوص الالتحاق بالفريق لكنه لم يتمكن من إقناعه، لأن يحيى كان خجولا، وكان يخشى أن لا يتم قبوله في نجم آسفي. تحدث معي شقيقه في هذا الشأن، وأكد لي أن لديه مواهب كبيرة لكنه ليست لديه الجرأة قصد الالتحاق بالفريق، بعدها انتقلت إلى ملعب صغير عبارة عن «دسيسة» كانوا يلعبون فيها الكرة وهناك وجدته يلعب وتابعته وبعد نهاية المباراة تحدثت معه وكانت فرحته كبيرة. وماذا بعد؟ من الصدف الجميلة، ففي أول حصة تدريبية له رفقة الفريق تمكن من إحراز هدف جميل بضربة مقص، قضى سنتين رفقة فئة البراعم، وفي تلك الفترة كان حمد الله يلعب في فئتي الصغار والفتيان رغم أن الفارق بينهما في السن غير كبير. تصور في بعض مباريات الصغار كان يلعب عطية الله رغم صغر سنه، كان عدة مهتمين بالكرة يطلبون مني إشراكه في المباريات، لموهبته الكبيرة رغم أنه صغير جدا في السن، بعد ذلك تحول صوب فئة الصغار وبعدها إلى الفتيان، بعدها خضع إلى التجريب رفقة أولمبيك آسفي ولم يتم انتقاؤه وأثر عليه ذلك بشكل كبير. كيف تجاوز هذه الأزمة؟ حاولت إقناعه وكنت أحثه على عدم الاستسلام لأنني كنت أرى فيه موهبة كبيرة لا يجب أن يتم التفريط فيها، قلت له إن الحياة فرص ولا يجب عليك أن تستسلم لأنك تتوفر على مواهب كبيرة، أجابني قائلا «لو كانت لدي موهبة لتم اختياري»، قلت له بأن ذلك يقع في الكرة، بعدها عاد إلى اللعب في صفوف الفتيان بنجم آسفي وتأهلنا إلى المباراة النهائية للعصبة لمواجهة الدفاع الحسني الجديدي، إذ تألق بشكل لافت في المباراة وبعد نهايتها التحق بنا مسؤولون من الدفاع الجديدي وآخرون من فريق بيضاوي، إضافة إلى المدير التقني لأولمبيك آسفي لوران كوجير، وطلبوا جميعا الاستفادة من خدمات اللاعب، تحدثت مع الرئيس في الموضوع وطلبت منه تأجيل مناقشته، لأن اللاعبين في أجواء الفرحة بعد الفوز في مباراة السد. ماهو رد فعل عطية الله؟ عندما ناقشنا الموضوع مع عطية الله قال بالحرف إنه مستعد للذهاب إلى الجديدة أو البيضاء، وقلنا له ولماذا لا تلتحق بأولمبيك آسفي؟ أخبرنا بأنه خضع للتجربة رفقته ولم يتم انتقاؤه فلماذا يلتحق به، حاولنا إقناعه وبعده ناقشنا الموضوع مع والدته، لأن والده متوف، لم تتردد، وأخبرتنا بأنها لا تفهم في الكرة، وأن ما نفعله سيكون في مصلحته، ومن هنا كانت انطلاقته رفقة أولمبيك آسفي، ولعب في فئة الفتيان وبعدها الشباب ثم الأمل ثم الفريق الأول. وماذا عن بداية حمد الله؟ بخصوص عبد الرزاق حمد الله في 2001، تم انتقاؤه من ملعب صغير يوجد بالقرب من مدرسة 11 يناير في جنوب آسفي، كنت أزور ذلك الملعب بكثرة من أجل متابعة مجموعة من اللاعبين وتم اختياره رفقة لاعبين آخرين، لعب في الموسم الأول رفقة البراعم وبعدها التحق بالصغار، لعبنا مباراة السد وتم تتويجنا بلقب عصبة دكالة عبدة أمام الدفاع الحسني الجديدي، ومن هنا كانت انطلاقته الحقيقية، في كل موسم كان يتوج بلقب هداف الفئة التي يلعب فيها. حمد الله كان يواظب على حضور الحصص التدريبية وكان أول لاعب يلتحق بالحصص وآخر من يغادرها، بعدها التحق بفئة الشباب ومباشرة بعدها زارنا لوران كوجير ونور الدين الكنيزي وطلبا منا الموافقة على انتقال خمسة لاعبين من النجيمة إلى أولمبيك آسفي هم بالإضافة إلى حمد الله، حمودة كامل وعبد الرحيم بلغبرة وفريد هيتش والحارس ياسين بوكام، الأربعة الآخرون لم يتمكنوا من المواصلة وتوقفوا عن التداريب. وكيف نجح حمد الله؟ بقي حمد الله يكافح ويتنقل إل التداريب تارة عبر دراجته الهوائية، ومرة أخرى عبر حافلات النقل العمومي، كنت دائما أحفزه، وأشجعه على الصبر، ومن حسن حظه عندما منحت له الفرصة وجد لوران كوجير هو مدرب فئة الأمل، ومن هنا كانت انطلاقته. أتذكر جيدا عندما كان حمد الله يلعب في فئة الأمل بأولمبيك آسفي أخبرني بأنه بمجرد أن تتاح له الفرصة للعب في فريق الكبار سيلعب للمنتخب الوطني في يوم من الأيام وهذا ما تحقق له فعلا. كيف تلقى عطية الله خبر المناداة عليه إلى المنتخب؟ كان فرحا وسعيدا جدا وأخبرني بالموضوع بمجرد أن توصل بالخبر، حينها قلت له لكل مجتهد نصيب، وطلبت منه المواظبة والاستمرار على النهج نفسه. كيف تلقيت تألق اللاعبين بمونديال قطر؟ بكل صراحة، أنا سعيد وفرح من أجلهما. لا يمكن أن أصف شعوري الحقيقي، لقد دمعت عيناي عندما بصم المنتخب على مساره الناجح في كأس العالم. منتخبنا حقق إنجازا غير مسبوق، وبطبيعة الحال تكون سعادتك كبيرة عندما ترى لاعبين أشرفت على تكوينهما في فترة الصغر يتألقان بقميص منتخب البلاد، ويساهمان في زرع الفرحة في قلوب المغاربة. أجرى الحوار: حسن الرفيق (آسفي) في سطور: الاسم الكامل: عبد الإله الحوصيني تاريخ الازدياد: 10 يوليوز 1980 حاصل على شهادة التدريب الدرجة «سين» منقب ومؤطر بفريق نجم شباب آسفي منذ أكثر من 22 سنة

عطية الله وحمد الله… رحلة معاناة طويلة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الركراكي ثاني أفضل مدرب بالمونديال

الأسود والإصابات... التعايش الصعب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات