الأسود والإصابات… التعايش الصعب

بدأت قبل المونديال وأثرت عليهم منذ أول مباراة أمام كرواتيا وتضحية سايس كلفته كثيرا لعبت الإصابات دورا كبيرا في توقف مسار المنتخب الوطني في نصف مونديال قطر، بعد التحكيم، بالنظر إلى إكمال الأسود المنافسة بجملة من إصابات. وساهمت لعنة الإصابات في خوض المنتخب الوطني المونديال دون عناصره الأساسية، خاصة في قلب الدفاع، الذي اضطر معه وليد الركراكي، مدرب الأسود، إلى تغيير مراكز بعض اللاعبين، وتغطية الفراغ الذي خلفته الإصابات. قبل المونديال اضطر الركراكي خلال الثلاثة أشهر الأولى التي تسبق المونديال، وهي المدة التي تقلد فيها مهامه رسميا، إلى البحث عن بدلاء بإمكانهم خوض المونديال، بعد أن وجد أمامه مجموعة من اللاعبين المصابين، وصعوبة جاهزيتهم قبل انطلاقته. واصطدم المنتخب الوطني بإصابة نايف أكرد مع فريقه ويست هام، والتي تطلبت منه أربعة أشهر من العلاج والترويض والنقاهة، والشيء نفسه بالنسبة إلى طارق تيسودالي، الذي أصيب في إحدى مباريات فريقه جينت البلجيكي، وآدم ماسينا، الذي كان المرشح الأول ليشغل مركز الظهير الأيسر. ولم تكن الإصابات وحدها، التي أصابت رأس الركراكي بالصداع، حتى جاهزية بعض اللاعبين في مقدمتهم سليم أملاح، لاعب ستاندار دو لييج البلجيكي، بعد أن حرمه فريقه من الرسمية، بسبب رفضه تمديد العقد، ما دفع المدرب إلى استبعاده لحرمانه من لعب المونديال، ورقة ضغط عليه للتمديد. صدمة حاريث زادت إصابة أمين حاريث، لاعب مارسيليا الفرنسي، من صدمة الركراكي، سيما أنه كان يعول عليه في وسط الميدان، بالنظر إلى الإمكانيات التي يتوفر عليها، وعودته إلى التباري، بعد تغيير فريقه المدرب، إذ ضاعفت إصابته إلى جانب إصابة بعض اللاعبين في مباريات فرقهم في الدورات الأخيرة من حيرة المدرب الركراكي. والتحق أشرف حكيمي، لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي، بركب المصابين قبل المونديال، بعد أن كشفت الفحوصات معاناته إصابة في الفخذ، والشيء نفسه بالنسبة إلى نصير مزراوي، الذي أصيب في المباراة الأولى أمام كرواتيا، ودفع المدرب إلى تغييره، وإشراك يحيى عطية الله، لاعب الوداد الرياضي. ومع توالي المباريات أصيب لاعبون آخرون، ويتعلق الأمر بنايف أكرد ورومان سايس، الشيء الذي خلف فراغا كبيرا في قلب دفاع المنتخب، الذي عانى كثيرا منذ مباراة كندا، وبعدها في مباراة إسبانيا والبرتغال ثم فرنسا. إصابات بالجملة خرج المنتخب المغربي من مونديال قطر بالمركز الرابع وعشر إصابات متفاوتة الخطورة، بالنظر إلى قوة المنافسة، خاصة بعد التأهل إلى دور ثمن النهائي، الشيء الذي صعب مأمورية الأسود في الذهاب بعيدا في المونديال، وتوقف مساره في نصف النهائي. وبدأت لعنة الإصابة تطارد لاعبي الأسود منذ المباراة الأولى أمام كرواتيا، بعدما خاص حكيمي المباراة مصابا، ثم لحق به نصير مزراوي، ما تسبب في حرمانه من بعض المباريات، وعدم تمكنه من إتمام مباراة فرنسا. وأصيب رومان سايس، عميد المنتخب الوطني، خلال مباراة كندا، وكذلك الشأن بالنسبة إلى نايف أكرد، وهي كلها إصابات في لاعبي الدفاع، الشيء الذي أضعف المنتخب خلال المباريات التي تلت مباراة إسبانيا تحديدا. ولاحقت الإصابة سفيان أمرابط، بعد معاناته مع آلام في الظهر، واضطر إلى التعايش معها، وتكبد الكثير للمشاركة مع اللاعبين، إضافة إلى عز الدين أوناحي، لاعب أونجي الإصابة التي حرمته من الدخول أساسيا في مباراة الترتيب أمام كرواتيا، فضلا عن معاناة جل اللاعبين من استنزاف كبير في لياقتهم البدنية، جراء المجهود الكبير الذي بذلوه طيلة المنافسة، ما دفع الطاقم الطبي إلى مضاعفة الجهود لتحضير اللاعبين. احتجاجات الأندية دفع إشراك الركراكي للاعبين المصابين في المباريات، ويست هام الإنجليزي وبايرين ميونيخ الألماني، إلى الاحتجاج والمطالبة بمنع اللاعبين نايف أكرد ونصير مزراوي، على التوالي، من خوض مباراة البرتغال، لحساب ربع نهائي كأس العالم، بسبب التقرير الطبي، الذي بلغهما من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. ورفض ويست هام وبايرين ميونيخ بشدة خوض أكرد ومزراوي مباراة البرتغال، بالنظر إلى إشارة التقرير الطبي إلى عدم تعافيهما من الإصابة التي تعرضا لها في المونديال، وإمكانية تأثيرها على مشاركتهما في مباراة البرتغال، بعد أن كانا مرشحين لخوضها. واحتج مسؤولو ويست هام على مشاركة أكرد في المباراة، بعد أن اطلعوا على التقرير الطبي، الذي حدد بدقة خطورة الإصابة التي تعرض لها، إذ أن أكرد كان مطالبا بأخذ قسط من الراحة، مع برنامج علاجي دقيق، في الوقت الذي احتاج فيه مزراوي إلى الراحة بدوره، بسبب الكدمة التي أصيب بها في الجانب الأيمن من البطن، ودفع مسؤولي بايرين ميونيخ إلى الاعتراض على مشاركته. واضطر وليد الركراكي، مدرب المنتخب الوطني، إلى عدم المغامرة بإشراكهما في المباراة، وانتظار ما ستسفر عنه عملية العلاج التي خضع لها اللاعبان، مع تمكينهما من راحة، حتى يكونا حاضرين في مباراة فرنسا، لكنه لم يستطع إشراكهما، علما أن بيسيكتاش التركي احتج بدوره على إشراك سايس. تضحية سايس رفض رومان سايس، عميد الأسود، الامتثال لتعليمات فريقه بيسيكتاش التركي، وأصر على إتمام مباراة كندا، وخوض مباراتي إسبانيا والبرتغال، رغم إصابته في الفخذ الأيسر، بالنظر إلى رغبته في أن يحقق إنجازا تاريخيا مع المنتخب الوطني في المونديال، بحكم أنه آخر فرصة له، وغير متأكد من إمكانية مشاركته في المونديال المقبل. ورغم المقاومة التي أبداها سايس في خوض المونديال، إلا أنه لم يستطع إتمام المسار، الذي توقف في مباراة فرنسا، بعدما اضطر الركراكي إلى إخراجه، بحكم عدم قدرته على الصمود، بسبب شدة الآلام، وهو ما زاد من متاعب الأسود. ومن المرجح أن يواجه سايس الكثير من المتاعب، بعد أن أصر على خوض المونديال رغم الإصابة، الشيء الذي جعل منه عميدا حقيقيا للأسود. إنجاز: صلاح الدين محسن

الأسود والإصابات… التعايش الصعب

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عطية الله وحمد الله... رحلة معاناة طويلة

لوائح مونديال الأندية في 30 يناير

مقالات ذات صلة