fbpx
الأولى

اختلاس 120 مليونا من دار للقرآن

مثل رئيس جمعية لدار القرآن، مساء الاثنين الماضي، أمام قضاة غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بجرائم الأموال لدى محكمة الاستئناف بالرباط، بعد التلاعب في 120 مليونا، منحتها بلدية «جرف الملحة» بإقليم سيدي قاسم، إلى جمعية دار القرآن للتربية والتعليم بمشرع بلقصيري، قصد تشييد دار للقرآن. واتهم رئيس البلدية المسؤول عن الجمعية بالإخلال بالاتفاق المسبق، والاستيلاء على أموال عمومية دون تنفيذ الالتزامات.
وصرح رئيس البلدية، في محضر قانوني، أمام الدرك القضائي، أنه، وبعد عزل الرئيس السابق للجماعة الترابية «جرف الملحة»، وإجراء انتخابات تجديد المكتب المسير وكذا الرئيس، وبمجرد توليه المنصب، اكتشف، أثناء تدقيقه في جميع ملفات الجماعة، أن الرئيس السابق أنجز اتفاقية شراكة مع جمعية دار القرآن للتربية والتعليم، الكائن مقرها بمشرع بلقصيري، تنص على أن تقوم الجمعية بإنجاز مدرسة دار للقرآن للتعليم العتيق بمركز جرف الملحة على مساحة تقدر بـ 4000 متر مربع، وتتكلف بالسهر على بنائها والقيام بالإجراءات الإدارية والقانونية لذلك، وتأطير جميع أنشطتها، وفي المقابل، يلتزم المجلس بتوفير الأرض والترخيص بالبناء وأداء فواتير الماء والكهرباء، بالإضافة إلى مساهمة مالية حددت في مبلغ يفوق 120 مليونا.
وتبين من خلال المحاكمة أن الجماعة حولت المبلغ إلى الحساب البنكي لجمعية دار القرآن، فاكتشف الرئيس المشتكي، صدفة، أنه، رغم مرور ست سنوات على توقيع الاتفاقية، لم يتم بناء الدار بجرف الملحة، ولم يبادر رئيس الجمعية إلى القيام بأي إجراءات ملموسة لإنجاز المتفق عليه، فاضطر رئيس الجماعة إلى مراسلته لاستفساره في الأمر، فكان رده مشفوعا بتعهد بأن الجمعية وفرت مواد البناء، وأنها ستشرع في الأعمال، إلا أنه، وبعد مضي الأجل المذكور، دون قيامها بأي إجراءات ملموسة، جرى تبليغ مدير الجمعية ورئيسها، عبر مفوض قضائي محلف، بضرورة الشروع في البناء، وأمام عدم استجابتهما، لجأ رئيس البلدية إلى تسجيل شكاية في الموضوع.
وأناطت النيابة العامة مجريات التحقيق التمهيدي بالمركز القضائي للدرك الملكي، التابع للقيادة الجهوية بسيدي قاسم، وأثناء الاستماع إلى رئيس الجمعية، حمل لمدير دار القرآن المسؤولية، معتبرا أنه هو الآمر والناهي بالجمعية، والمقرر في جميع شؤونها، دون الرجوع إلى المكتب المسير، ويبقى دور الباقين تنفيذ أوامره لا غير. وأكد أن البقعة جرى منحها لجمعية دار القرآن من قبل رئيس البلدية السابق لجرف الملحة، وأن البلدية حولت فعلا ما يزيد عن 120 مليونا إلى حساب الجمعية التي يترأسها، مشيرا إلى أن المبلغ جرى سحبه من الجمعية بواسطة شيكات مختلفة بتوقيعه وتوقيع المقتصد، إلى أن اختفى المبلغ كاملا، ليتفاجأ بأن مدير دار القرآن دخل في شراكة أخرى مع بلدية مشرع بلقصيري، تحت المطلب نفسه، بإنشاء دار للقرآن، كما تفاجأ بتقاطر الاستفسارات من رئيس بلدية جرف الملحة، وبعدها باستدعاء قائد المركز الترابي للدرك الملكي بالمشرع، يطلب منه مراجعة القيادة الجهوية للدرك بسيدي قاسم.
وبعدما وجد رئيس جمعية دار القرآن نفسه قريبا من الإيداع بسجن العرجات، أعاد المبلغ المختلس، ليفلت من الاعتقال، واستمعت إليه الهيأة القضائية، الاثنين الماضي، حوالي ساعة كاملة، اقتنعت فيها بالاتهام المنسوب إليه في اختلاس وتبديد أموال عمومية، وأدانته بعقوبة مخففة قدرها سنة حبسا موقوفة التنفيذ، وغرامة 5000 درهم، بعدما أبان عن حسن نيته، وأعاد الأموال المستولى لها، وظل يؤكد أنه اقتنى مواد البناء.
عبد الحليم لعريبي


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.