مسار التوحيد خطوة جديدة على درب حلم ظل يصطدم بثقافة الانشقاقات وصراع الزعامة قرر تحالف فدرالية اليسار، افتتاح أشغال المؤتمر الاندماجي بين المكونات الثلاثة، المقرر اليوم (السبت) ببوزنيقة، بحفل فني ورياضي، لتزامن موعد الافتتاح مع مباراة الترتيب لكأس العالم، إذ سيتابع المؤتمرون مباراة المنتخب الوطني المغربي مع نظيره الكرواتي. واختار التحالف المكون من الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والمؤتمر الوطني الاتحادي، وتيار اليسار الوحدوي، بقيادة محمد الساسي، عقد المؤتمر الاندماجي، تحت شعار "مسارات تتوحد... يسار يتجدد"، بحضور 1100 مؤتمر بالتساوي بين المكونات الثلاثة، إضافة إلى حوالي 100 من الفعاليات اليسارية ومناضلين من البديل الديمقراطي، الذين التحقوا بالمشروع الوحدوي. وصادقت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاندماجي على مشاريع الأوراق التي أعدتها اللجن الفرعية، الأربعة، لجنة الهوية والخط السياسي، ولجنة المشروع المجتمعي والبرنامج العام، ولجنة العمل الجماهيري، ولجنة التنظيم والقوانين. وسيتوج المؤتمر الاندماجي بتكوين حزب يساري جديد، بعد حل المكونات الثلاثة، يعتمد التوافق في تشكيل الأجهزة القيادية، عبر تجميع برلمان الأطراف الثلاثة في اللجنة المركزية الجديدة، وتشكيل هيأة تنفيذية موسعة تتشكل من المكاتب السياسية وقيادة اليسار الوحدوي، وسكرتارية وطنية لتيسير العمل القيادي ، والتوافق على اسم الأمين العام، الذي لن يخرج عن عبد السلام لعزيز، أمين عام المؤتمر، أو علي بوطوالة، أمين عام الطليعة، أو محمد الساسي عن تيار اليسار الوحدوي، المنشق عن الحزب الاشتراكي الموحد، أحد المكونات الأساسية لفدرالية اليسار الديمقراطي. ويشكل المؤتمر الاندماجي، محطة جديدة من نضال أحزاب اليسار وحلمها من أجل الوحدة وبناء الحزب الاشتراكي الكبير، وهو الحلم، الذي واجه إعصارا في العديد من المرات، أدى إلى فشل تجارب التوحيد، بل وتأجيل الحلم الوحدوي إلى حين، بسبب استمرار ثقافة الانشقاق، والخلافات بين أفراد أسرة اليسار المتشرذم. وشكلت الانتخابات الأخيرة، إحدى محطات الخلاف بين مكونات فدرالية اليسار، كان من تداعياتها انشقاق رفاق الساسي ومجاهد، عن الحزب الاشتراكي الموحد، وتمسك رفاق نبيلة منيب، بالمشاركة المستقلة برمز "الشمعة" في انتخابات 2021، وبالتالي الانسحاب من قطار التوحيد. وأفادت مصادر من الفدرالية أن الحزب الجديد، الذي اختير له اسم "حزب فدرالية اليسار الديمقراطي" سيجتاز مرحلة انتقالية مدتها سنتان، ستعتمد التوافق في تشكيل الهياكل المحلية والجهوية، على أساس بناء التنظيم الجديد، ودمج الطاقات الوافدة عليه خاصة من الشباب والنساء وبعض الفعاليات اليسارية المستقلة، قبل الانتقال إلى أسلوب الانتخاب لفرز قيادات محلية وجهوية ووطنية عبر صناديق الاقتراع، وفتح التنافس أمام الجيل الجديد من مناضلي اليسار، القادر على تجديد الممارسة الحزبية والإبداع في أشكال التأطير والتعبئة، والانفتاح على الحركات الاجتماعية والمدنية الفاعلة في المجتمع. برحو بوزياني