عمل أدبي جديد يستعيد تاريخ إمارة بورغواطة صدر حديثا للروائي والناقد المغربي شعيب حليفي، كتاب جديد اختار له عنوان "سبع رسائل إلى صالح بن طريف"، عن منشورات القلم المغربي، الطبعة الأولى نونبر 2022. وبلغة سردية حاول حليفي، في الكتاب الذي صمم غلافه الفنان التشكيلي بوشعيب خلدون، إعادة كتابة تاريخ أربعة قرون ضائعة من التاريخ الرسمي المغربي، والتي تُعرف بإمارة بورغواطة، ببلاد بتامسنا، بمثابة رواية أخرى لما جرى انطلاقا من العودة إلى كل المصادر المعلومة، فالكتاب ليس بديلا عن التاريخ وليس تاريخا. ويقول شعيب حليفي في أول صفحة من الكتاب: "الصمت معجزة الكلام.. والكلام قطعة من النفس كل هذه القرون التي مرّت مثل نهر عبَرَ الزمن ولم ينقطع مجراه.. وأنتَ أشبه بنجم يلمع، لا يحجبه ظلام أو حِبر أسود". وأضاف "اليوم أكتبُ إليكَ، ليسَ لأني شككتُ أو احترت، والحيرةُ ظل اليقين، ليسَ لأصحّحَ الافتراضات وأقلب في النوايا أو أشمّ رائحة المِداد الذي كتبوكَ به.. أكتبُ.. لأني اشتقت إليكَ كثيرا، وأنا ممتلئٌ من نفس الخيال الذي ترك الباب مواربا، وصان روحكَ حتى يمنحنا سببا راسخا للوقوف بشموخ فوق هذه الأرض". وينضاف هذا العمل الأدبي إلى مجموعة من الأعمال التي أصدرها حليفي منها "مساء الشوق" (1992) و"زمن الشاوية" (1994) و"رائحة الجنة" (1996) و"مجازفات البيزنطي" (2006) و"أنا أيضا: تخمينات مهملة" (2011)، إضافة إلى نص"لا أحد يستطيع القفز فوق ظله"، و"لا تنس ما تقول" الذي حاز به جائزة المغرب للكتاب. كما صدرت للجامعي والناقد في مجال تخصصه مؤلفات من بينها: "الرحلة في الأدب العربي"، و"شعرية الرواية الفانتاستيكية"، و"هوية العلامات في العتبات وبناء التأويل – دراسات في الرواية العربية". ويتحدر شعيب حليفي من سطات التي ولد بها، وهو حاصل على دكتوراه الدولة حول موضوع "الرحلة في الأدب العربي، التجنس، آليات الكتابة، خطاب المتخيل" سنة 1999 واشتغل منذ 1989 أستاذا جامعيا بالدار البيضاء، يدرس مواد الرواية والسرد القديم والمناهج الأدبية، ويشغل مهام رئيس مختبر السرديات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالبيضاء. كما ساهم شعيب حليفي في مجموعة من الدراسات والكتب الجماعية في مواضيع "الشاوية : التاريخ والمجال"، و"المقاومة الوطنية في الشاوية" و"المذاكرة والتصدي الشعبي للاستعمار الفرنسي". واشتغل حليفي وساهم في تأسيس عدد من المجلات والجرائد والجمعيات الثقافية، كما تحمل المسؤولية والإشراف على مجلة "الرهان الآخر". عزيز المجدوب