fbpx
ملف الصباح

الأزمة الاقتصادية … أسر تعيش من “الخارج”

دخلها مرتبط بتحويلات أقاربها بالمهجر

“لا دخل لي سوى ما يجود به ابني علي كل شهر، أو شهرين فهو الآخر مع الأزمة الاقتصادية التي تجتاح العالم، لم يعد له دخل بعدما فقد وظيفته ويعيش على المبلغ الذي تمنحه الدولة التي يقطن بها”. كان هذا رد امرأة على استفسار حول مصدر عيشها، وهو جواب يتكرر لدى عدد من العائلات في مدن عدة تعيش على تحويلات أقاربهم بالخارج لها، إذ تعد تلك المبالغ المصدر الوحيد لعيشها وهو ما يؤكده التقرير الأخير لمكتب الصرف الذي أفاد أن تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج تجاوزت 71,42 مليار درهم برسم الأشهر الثمانية الأولى لهذه السنة، مقابل 64,19 مليار درهم خلال الفترة ذاتها من سنة 2021.
أسر كثيرة إن لم نقل مدنا بكاملها تعيش على عائدات أبنائها بالخارج، بل إن الاستثمارات التي تعرفها تلك المدن كلها من خلال تلك العائدات، ورغم أن جائحة كورونا كان لها الوقع الكبير وحدت بعض الشيء من تدفق تلك الأموال خلال الأشهر الأولى للجائحة، إلا أنه مباشرة بعدها عادت تلك التحويلات لتحقق أرقاما مهمة تعكس الروابط التي تربط مغاربة الخارج بأسرهم وببلدهم، وشكلت طوق نجاة للعديد من الأسر وعدد من المشاريع، التي كانت على حافة الإفلاس.
أهمية عائدات مغاربة الخارج أقرها كذلك عبد اللطيف الجواهري والي بنك المغرب، الذي أفاد أن بنك المغرب، يتوقع بلوغ تحويلات الجالية المغربية المقيمة في الخارج 100 مليار درهم، نهاية العام الجاري، مشيرا إلى أن تفسير بلوغ التحويلات لهذا الرقم له عدة جوانب بينها انفراج في الوضعية المادية لمغاربة الخارج، بعد الوضعية المتأزمة التي عرفتها بلدان الإقامة بسبب الوباء والأزمة الاقتصادية.
وتسير تلك الأرقام عكس التوقعات التي كانت تقول إن التحويلات ستعرف انكماشا، خاصة مع الأزمة التي تشهدها عدد من الدول الأوربية التي تتمركز فيها الجالية المغربية، إذ كانت التوقعات تفيد أن الأرقام ستعرف انخفاضا عما كانت عليه في 2019 قبل أزمة كورونا، غير أن الواقع أثبت غير ذلك، إذ أن تلك التحويلات ارتفعت بشكل كبير وهو ما يمكن تفسيره بالارتباط القوي لمغاربة الخارج بوطنهم الأم، وهو ما تؤكده العديد من المؤشرات والمحطات، ومن ثم بعائلاتهم، بالإضافة إلى الجانب التضامني، الذي يؤسس لعلاقات الأسر المغرية في ما بينها.

كريمة مصلي


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى