البولفار… تفاصيل “ليلة سوداء”

اعتداءات وسرقات وتحرش والأمن يتحدث عن إيقاف 20 شخصا وصف حاضرون أحداث «البولفار»، الجمعة الماضي، ب»الحرب»، فكل المشاهد تكشف تحول حفل موسيقي إلى معركة استعملت فيها العصي والأدوات الحادة للاعتداء على آخرين، وقال عنها شهود عيان إنها «جمعة سوداء»، بعد أن خلفت إصابات خطيرة وسرقة وتحرشا. لم يشهد «البولفار» في تاريخه أحداثا مشابهة لما وقع في سهرة «طوطو»، الجمعة الماضي، ففي الوقت الذي كان عشاق «الراب» ينتظرون بداية الحفل الموسيقي، انقلبت الأحداث بسرعة، ثم تحول المشهد إلى ساحة وغى، تضمنت مشاهد الكر والفر والإصابات بجروح... لكن من أشعل فتيل المواجهات العنيفة؟ بدأ المهرجان يستقبل الراغبين في حضور حفلاته ابتداء من الخامسة، وكانت كل المؤشرات الأولية، كما عاينتها «الصباح»، تشير إلى أن عدد الحاضرين يفوق كل التوقعات، ما دفع رجال الأمن المعدودين على رؤوس الأصابع، مقارنة مع آلاف الحاضرين، إلى محاولة التحكم في الولوج إلى ملعب « الراسينغ»، إذ تم منع بعض الأطفال من ولوجه، وطرد آخرون من محيط الملعب، إلا أنه وأمام التدفق الكبير لعشاق «الراب» تم فتح الأبواب، وظهرت مجموعات من الجانحين «المقرقبين والمخمورين» الذين يتحينون الفرصة لإثارة الفوضى في الحفل. وكشف أحد الشباب، في تصريح ل»الصباح»، وجود عصابات استغلت مجانية الحفل لتنفيذ عملياتها الإجرامية، مشيرا إلى أن أغلب هؤلاء لا علاقة لهم ب»الراب»، ومنهم من قدم من أحياء ومدن بعيدة، لاستغلال وجود آلاف الأشخاص للسرقة أو التحرش الجنسي، حتى أن أحدهم ظل يفتخر أمام زملائه بأنه سرق 25 هاتفا ذكيا. كان الحفل، في بدايته، يسير بشكل طبيعي، فهناك حشود من الشباب يرقصون ويغنون، وآخرون يتبادلون القبلات والعناق، وشباب يدخنون الحشيش و يتناوبون على الشيشة أمام الملأ، ثم في إحدى الزوايا علا الصراخ، بعد صعود المغني «المورفين» للخشبة، إذ تسلقت أعداد كبيرة الجدران، وهدفهم اقتحام المنصة، أما آخرون فصعدوا الخيام، التي نصبت بالفضاء، في مشهد ينذر بالكارثة، ثم سادت الفوضى والمواجهات بالعصي والآلات الحادة، ما تسبب في جروح خطيرة وإغماءات. سادت الأجواء المشحونة المهرجان، فعدد من الشباب يعتدون، دون سبب، على آخرين، واللصوص يتحينون الفرصة للسرقة، وحين تستفسر أحدهم عن أسباب اعتدائه على آخرين يجزم أنه لا يدري السبب، فالأهم في تلك الفترة الدفاع عن النفس أو إلحاق الأذى بآخرين. أرجع بعض الشباب أسباب المواجهات العنيفة إلى «حروب الإلترا»، وقال آخرون بأن عراكا، نشب بداية، بين قاطني بعض الأحياء، لكن الأكيد أن الانفلات بلغ أوجه إلى درجة استعان فيها «مقرقب» بسرير إسعاف بلاستيكي للاعتداء على آخرين، بعدما لاحظ أن العصا التي يملكها لا تؤدي دورها، كما يريد. انقطع التيار الكهربائي لفترة، وازدادت المعارك ضراوة، صراخ وهروب جماعي وأدوات حادة يلوح بها مخدرون في الهواء، فتصيب أحدهم في الوجه أو الذراع... ساعتان من الفوضى والرعب عاش فيها جمهور «البولفار» جحيما دمويا. فقد المنظمون ورجال الأمن الخاص والأمن السيطرة على فضاء الملعب، الذي يحتضن الحفل الموسيقي، فتعددت المناوشات، ما أدى إلى تدافع كبير بين الحشود الغفيرة، أغلبهم مراهقين، من أجل الخروج وإنقاذ أنفسهم من الموت، حسب قول أحدهم, فضل تسلق الجدران للهروب. وفي الوقت الذي تحدثت المصالح الأمنية عن إيقاف عشرين شخصا من بينهم أربعة قاصرين، للاشتباه في تورطهم في ارتكاب أعمال السرقة والضرب والجرح والسكر العلني وحيازة واستهلاك المخدرات والمؤثرات العقلية، لكن من عاين الأحداث يكتشف أن عدد المتورطين يفوق بكثير المعلن عنه، والضحايا لم تستوعبهم استيعاب سيارات الإسعاف التي ظلت تنقل المصابين بالكسور والجروح الخطيرة إلى المستشفى. من يتحمل مسؤولية «الجمعة الأسود»؟ قال بعض الحاضرين إنها مشتركة، لكن الثابت أن على المسؤولين الأمنيين اتخاذ كل التدابير من أجل مرور الحفل في أمان، خاصة أن كل المؤشرات كانت تشير إلى أن عدد الحاضرين سيبلغ رقما قياسيا، وأن «المجانية» ستفتح الباب أمام عصابات لاستغلال الفرصة للقيام بعملياتها الاجرامية. خالد العطاوي

البولفار… تفاصيل “ليلة سوداء”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

منتخب الغولف بطلا لإفريقيا

مومو: "داكشي مخدوم وما مفهومش"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات