حرب عصابات للسيطرة على سوق غسل الأموال

مطاردة شاحنة في شوارع إسبانيا كانت في طريقها للمغرب محملة بمبالغ مالية كبيرة تجري المصالح الأمنية الإسبانية تحريات مكثفة حول شبكتين يقودهما مغاربة، مختصتين في غسل الأموال والتهريب الدولي للمخدرات، خاصة بعدما لجأ أفرادهما إلى المواجهة بأحد الشوارع الرئيسية انتهت بالسطو على مبالغ مالية تقدر بالملايين. وأوضح مصدر مطلع أن المصالح الأمنية، توصلت بمعلومات عن انقلاب شاحنة كانت في طريقها إلى ميناء مغربي، تشير وثائقها إلى أنها محملة بملابس مستعملة، في حين أنها كانت عبارة عن ملابس من صنع شركات عالمية، ويصل ثمن بعضها إلى ما يفوق 10 آلاف درهم في بعض المحلات بالمغرب. وروى المصدر نفسه تفاصيل الحادثة، التي وصفها ب»المثيرة»، إذ تعقبت سيارة رباعية، بها مغاربة وأوربيون ينتمون لشبكة للتهريب الدولي للمخدرات، مسار الشاحنة المحملة بالملابس التي كانت متجهة إلى ميناء مغربي، ولم يمتثل سائق الشاحنة إلى تحذيراتهم بالتوقف، فشهدت شوارع عديدة مطاردات انتهت بانقلاب الشاحنة. ولم يتوقف أفراد شبكة المخدرات عند ذلك الحد، ففي دقائق قليلة فتحوا باب الشاحنة، ثم شرعوا في تفتيش بعض رزم الملابس، حيث تم العثور على ملايين الأوروات، ثم اختفوا عن الأنظار، تاركين السائق مصابا بجروح خطيرة. وأشارت التحريات الأولية للشرطة الإسبانية إلى أن الأمر يتعلق بتصفية حسابات بين شبكتين، الأولى مختصة في تهريب المخدرات، والثانية في غسل الأموال، موضحة أنه حسب الخطة التي رسمها أفراد الشبكة الثانية، فإن الأموال كانت في طريقها إلى المغرب من أجل اقتناء أراض فلاحية وإقامة بعض المشاريع التجارية عن طريق الوسطاء، إلا أن شبكة المخدرات كان لها رأي آخر بسبب علاقات متوترة بين الشبكتين، نتيجة معاملات مالية مشبوهة، ما دفعها إلى محاولة استرداد الأموال التي دست في الشاحنة. وفتحت الشرطة الإسبانية تحقيقا حول حمولة الشاحنة، واقتفت أثر الملابس، خاصة في منطقة «أليكانتي»، التي تعد أكبر منطقة أوربية لبيع «البال»، ويصدر أغلبه إلى المغرب والدول الإفريقية، كما باشرت إنجاز تقارير حول أثرياء جنوا مبالغ مالية كبيرة استثمروها في تهريب المخدرات وغسل الأموال. ويذكر أن أباطرة «البال» المغاربة لهم علاقات متشعبة بآخرين في أوربا، ويسعون إلى إغراق الأسواق المغربية، باعتبارها بوابة إفريقيا، علما أن تقارير السلطات الأوربية تشير إلى أن شبكات الملابس المستعملة توزع المهام بينها، مقابل مبالغ مالية كبيرة، كما ينسج مهربون علاقات مع مزودين لهم في البلدان التي يتم منها تهريب هذه الملابس، خاصة بإسبانيا والجزائر، حيث تقتني هذه الملابس بأثمنة زهيدة. خالد العطاوي

حرب عصابات للسيطرة على سوق غسل الأموال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحب بعد الستين... "الغرام ما عندو دوا"

عشق رغم أنف الأبناء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات