دراسة أثبتت أن 95 في المائة منهم يزورون المغرب ما تزال بعض الأفكار القديمة مسيطرة على أذهان المغاربة، من قبيل التقليل من وطنية وولاء أبناء الجالية المغربية في الخارج، خاصة الذين لا يتحدثون الدارجة بشكل سلس، غير أن الدراسات والواقع تبين عكس ذلك، سواء تعلق الأمر بالزيارات السنوية إلى وطنهم الأم، أو التعبير عن مواقفهم وحبهم لوطنهم في محطات ومناسبات مختلفة، كان أبرزها أخيرا، الحضور القياسي في مباراة المنتخب الوطني الأخيرة في برشلونة. وأوضحت دراسة حديثة لمجلس الجالية المغربية بالخارج، أن 95 في المائة من الشباب المغاربة المقيمين بأوربا يزورون المغرب، وأن 61 في المائة منهم يزورونه كل سنة. وقالت الدراسة التي أنجزت تحت عنوان "وضعية الشباب المغاربة المقيمين بأوربا"، إن هذه المؤشرات تظهر الارتباط القوي بالمغرب، وأهمية النسيج العائلي والأصدقاء في تشجيع زيارات الوطن. وأوردت الدراسة أن شباب المغرب يتابعون أخبار الوطن، مشيرة إلى تفاعلهم مع قضاياه مع ارتفاع مؤشر الإحساس بالانتماء للهوية المغربية وممارسة الشعائر الدينية، وفق النموذج المغربي، القائمة على إمارة المؤمنين.وشملت الدراسة عينة من 1433 شابا مغربيا تتراوح أعمارهم بين 18 سنة و35 ، يقيمون في ست دول أوربية هي فرنسا وبلجيكا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وهولاندا. وأسفرت نتائج الدراسة، عن رغبة قوية في الاندماج في بلدان الإقامة من خلال مؤشرات الانخراط في الحياة المدنية، (66 في المائة يتوفرون على جنسية بلد الإقامة)، مع الإحساس بأن سكان بلدان الإقامة لهم صورة جيدة في المجمل عن الجالية المغربية. وفي السياق ذاته، تبين النتائج أن 85 في المائة من هؤلاء الشباب المغاربة متمكنون من لغة بلدان الإقامة، رغم بعض الحالات من الإحساس بالعنصرية، مضيفة أن مؤشر الإحساس بالثقة في المستقبل والحياة المهنية يبقى مرتفعا جدا (80 في المائة عبروا عن ثقتهم في مستقبل الحياة المهنية). ويربط شباب الجالية المغربية مستقبلهم بالمغرب من خلال الصور المشكلة لديهم عن وطنهم، إذ صرح 64 في المائة منهم أن التعليم هو القطاع الذي ينبغي للمغرب الاستثمار فيه، ثم مجال الخدمات والصناعة والسياحة. وأبدى ثلث المستجوبين رغبتهم في العودة قصد الاستثمار في المغرب (مغاربة ألمانيا وإيطاليا هم الأكثر ترددا في نوايا الاستثمار بالمغرب). وخلصت الدراسة إلى أن آراء الجالية المغربية بخصوص الإصلاحات بالمغرب تبقى متباينة، إذ عبر أغلب المستجوبين عن ضعف الرضى عن خدمات المؤسسات المغربية، إذ عبر ثلثا المستجوبين عن عدم رضاهم عن سرعة الإصلاحات (41 في المائة عدم الرضى عن النقل الدولي، 48 في المائة عن الخدمات القنصلية، 52 في المائة عن العدل). عصام الناصيري