اعتقال ضابط مخابرات مزور

سلب ضحاياه مبالغ مالية مهمة تقدر بالملايين بعد أن وعدهم بالوظيفة أحالت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بتطوان، مدرسا بمؤسسة عمومية، يبلغ من العمر 52 سنة، أوقع عددا من الضحايا في شرك نصبه، بعد أن أوهمهم أنه مسؤول كبير في جهاز الأمن. وبعد الاستماع إلى الشخص الموقوف، أمرت النيابة العامة بإحالته على التحقيق التفصيلي مع ملتمس بوضعه رهن الاعتقال الاحتياطي، وهو ما استجاب له قاضي التحقيق، إذ أمر إيداعه السجن المحلي بتطوان. وحسب مصادر "الصباح"، فإن المشتبه فيه، كان يقدم نفسه عنصرا من أفراد المخابرات العاملة بالقصر الملكي، وأوقع بالكثير من الضحايا بمدن الشمال، بعد أن كان يوهمهم بقدرته على توظيفهم بمؤسسات متعددة والتدخل لدى القضاء لحل ملفات تتعلق بالاتجار الدولي في المخدرات. وعلمت "الصباح" من مصادر خاصة، أن من ضمن ضحاياه أشخاصا كانوا يعملون بشركة الأمن الخاص المكلفة بحراسة المركب السكني، الذي كان يقطن فيه رفقة أسرته، إذ تمكن من سلبهم ملايين السنتيمات بعد أن كان يوهمهم بقدرته على تشغيلهم بعقود عمل بالخارج. وفي التفاصيل، لم يكتف رجل تعليم بما كانت تدره عليه وظيفته من راتب شهري، فقرر احتراف النصب، فكانت من بين ضحاياه، "ح.ك"، التي أكدت في شكايتها، أنها تعرفت على المشتكى به في 2019 عن طريق صديقتها "الممرضة"، وأوهمها أنه "مسؤول كبير" ويشتغل رئيس رابطة الأدارسة وأنه يتوفر على منصب لفائدتها بعمالة المضيق الفنيدق، طالبا منها مبالغ مالية، فسلمته. على دفعات ما مجموعه 34 ألف درهم، كما سلمته مجموعة من الوثائق الشخصية، لكنها مع مرور الوقت اكتشفت أنه عرضها لعملية نصب لم تكن تتوقعها. كما أطاح المتهم بضحية أخرى، وهي "س.أ" تعمل بعيادة طبية بتطوان كان يتردد عليها، بعد أن ادعى أنه يشتغل بـ "الشرطة السرية"، لذلك أخبرته أن شقيقها عاطل عن العمل، طالبة منه مساعدته في ولوج سلك الشرطة. فلم يتردد مؤكدا قدرته على توظيفه. لكن عندما تقدم شقيقها لاجتياز مباراة الشرطة عام 2020 سلمته 2000 درهم، زاعما أن الأمر يتعلق بمصاريف تنقله إلى الرباط. وبعدما لم يوفق شقيقها في تلك المباراة طالبته بإعادة المبلغ، الذي سبق لها أن منحته له، فوعدها بمساعدته على ولوج سلك التعليم، وبناء على طلبه سلمته مبلغا إضافيا قدره 3200 درهم، ومع مرور الوقت اكتشفت أنها كانت ضحية نصب من قبل المعني، مؤكدة أن صديقاتها تعرفن على من تمكن من الإيقاع بهن بادعاءات كاذبة. لم تقف عمليات النصب عند الضحيتين الأوليين، وإنما طالت كذلك ضحية ثالثة "ل.أ" التي أفادت بدورها أنها في 2019 تعرفت على المشتكى به، عن طريق صديقتها "س"، وأوهمها أنه بقدرته مساعدتها في إيجاد وظيفة لها بالمجلس العلمي بتطوان، طالبا منها تسليمه مبالغ مالية، كانت تمنحها له على دفعات، إذ وصل المبلغ الذي ناله منها إلى 20 ألف درهم، لتكتشف بدورها ومع مرور الوقت، أنها وقعت ضحية لنصب شخص محترف، كان يتحرك على متن سيارة يستغلها على سبيل الكراء، كما غير عنوان سكناه من تطوان إلى إقامة "ميرادورغولف" بكابونيغرو. كانت هذه عينة من ضحايا "ضابط المخابرات المزيف"، الذي كان يقدم نفسه تارة على أنه من "البوليس السري" وتارة أخرى أنه من "الشرفاء الأدارسة" وله القدرة على جلب منافع لضحايا أوقع بهن في شركه بعد أن اطلع على حاجاتهن. غير أن تاريخ 17 شتنبر الجاري سيبقى راسخا في ذهنه، ذلك أنه بهذا التاريخ تمكنت الضابطة القضائية من الوصول إليه وإيقافه بإحدى الإقامات بالرأس الأسود (كابونيغرو) بعد أن كان موضوع بحث، بناء على عدد من الشكايات التي تقدم بها عدد من ضحاياه. وأثناء التحقيق الأولي، علمت "الصباح" أن الموقوف لم ينف ما ورد في الشكايات المودعة ضده كما لم ينف زعم قدرته على قضاء طلبات التشغيل التي تقدم بها إليه بعض ضحاياه وتسلم مقابلها مبالغ مالية، لكن عاد ليؤكد أن شخصا ثانيا يدعى "يوسف" هو من كان يعده بتوفير مناصب الشغل المطلوبة، التي أثبتت الأيام أنها كانت مجرد أوهام، وأنه لم يدع أنه من "البوليس السري" وأنه كان يقدم نفسه مسؤولا عن الشرفاء الأدارسة بعمالة المضيق الفنيدق فقط. يوسف الجوهري(تطوان)

اعتقال ضابط مخابرات مزور

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إدانة جانح حاول هتك عرض فتاة

انتحار أب لثلاثة أطفال بطنجة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات