أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، نجح في إرساء توافق بشأن المواضيع الناشئة، ما عبد السبيل أمام منظمات دولية أخرى بغية بلورة المعايير الضرورية لهيكلة عمل المجتمع الدولي في مواجهة التحديات العاجلة. وأوضح بوريطة، خلال ترؤسه بشكل مشترك مع نظيرته الكندية، ميلاني جولي، للاجتماع الوزاري الـ12 للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، أن المنتدى أنجز عملا ملحوظا بفضل مقاربة استباقية بشأن المقاتلين الإرهابيين الأجانب، وتدبير أمن الحدود، والتكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، ومكافحة تمويل الإرهاب مع حفظ الفضاء المدني، مؤكدا أن تلك المنجزات، التي تستند إلى التزام ومساهمة ناجعة وقيادة ريادية، تعد نتيجة الحفاظ على القيم الأساسية للمنتدى كما تضمنتها الوثائق الإطارية للمنتدى. وأكد بوريطة، أن تطور مجال الأمن الدولي، لا يجب أن يؤدي إلى إغفال المسؤولية المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أهمية "تعددية أطراف حقيقية"، وقناعة المغرب بأن مثل هذه الروح والالتزام ضروريان خلال العقد المقبل، خاصة في سياق التهديد الذي تطرحه المجموعات الإرهابية. وقال بوريطة إن الاجتماع يشكل مناسبة لإطلاق التفكير بشأن المنجزات ونجاعة المنتدى خلال عقده الأول، مذكرا بأن الجهود تركزت على الخصوص، حول تقليص هشاشة الأشخاص في مواجهة الإرهاب، من خلال الوقاية والمكافحة الفعالة للاستقطاب والتحريض على الإرهاب. وبخصوص التقدم الذي حققه المنتدى تحت رئاسة المغرب وكندا، أبرز بوريطة الجهود المبذولة من أجل الحفاظ على الطابع غير السياسي والتوافقي للمنتدى، الذي أضحى ينهج مقاربة عملية لتعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف. وقال إن عمل المنتدى يمتح من الإطار القانوني الدولي القائم، خاصة ميثاق الأمم المتحدة، والتوصيات الحصيفة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والاستراتيجية الأممية العالمية لمكافحة الإرهاب. وأكد أن المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، أضحى، دون شك، فاعلا مركزيا في "الهندسة الدولية للوقاية من الإرهاب والتطرف العنيف ومكافحتهما"، مشيدا بالشراكة "البناءة والمتينة" بين الأطراف المشاركة في الأمم المتحدة والمنتدى، في مواجهة الإرهابيين الذين يواصلون تكييف خططهم من أجل إعادة الانتشار، مع البحث عن ملاذات آمنة، تغذي طموحاتهم الترابية، واستقطاب مقاتلين جدد في صفوف الأفراد والمجتمعات الهشة. ودعا بوريطة إلى ضرورة الحفاظ على الهوية والقيم الأساسية للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، مبرزا أن المغرب، وخلال مختلف فترات ترؤسه المشترك، التزم بجعل المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب وفعاليته ومساهمته من أجل عالم أكثر أمنا وأمانا، فوق كل المصالح الضيقة. ورغم الصعوبات المطروحة نتيجة جائحة كوفيد- 19، يقول بوريطة، فقد «نجحنا، بفضل عمل كافة الأعضاء، في رسم معالم طريق هام لمكافحة الإرهاب برسم السنوات العشر المقبلة، من خلال تبني رؤية إستراتيجية". برحو بوزياني