اليعقوبي يحرج خبراء الإسكان

والي جهة الرباط يعدد مساوئ قطاع التعمير ويرسم خريطة طريق جديدة تفوق محمد اليعقوبي، والي جهة الرباط سلا القنيطرة، في مداخلة له، خلال الجلسة الافتتاحية للقاء التشاوري الجهوي حول التعمير والإسكان، الذي احتضنه مقر الجهة نفسها، يوم أول أمس (الأربعاء)، على مختصين من وزارة فاطمة المنصوري، الذين سقطوا كثيرا في تكرار لغة الماضي. وتحدث الوالي، بعيدا عن لغة الخشب، تماما كما حدث لبعض كبار مسؤولي الوزارة خلال المناقشة التي جرت خلال الورشات، ووضع الأصبع على الجرح، الذي يعانيه القطاع في عهد كل الوزراء، الذين تعاقبوا على الوزارة نفسها، وقال إن "إشكالية بطء وتعقيد المساطر الإدارية، وتعدد المتدخلين العموميين من جهة، وتعدد أنظمة العقار وصعوبة تعبئته من جهة أخرى، تشكل عائقا أمام الاستثمار الخاص، الذي بإمكانه توفير المزيد من فرص الشغل ودعم التنمية المجالية". وقال اليعقوبي، مخاطبا المشاركين، «اليوم نحن مطالبون جميعا بالإسهام بقوة في بلورة إستراتيجيات جديدة، في أفق تعزيز وتحسين ظروف العيش، سواء في المدن أو القرى، باقتراح تدابير جديدة ومبتكرة». وعدد الوالي جملة من الاختلالات، التي يعانيها قطاع التعمير، كاشفا أن المنظر العام لمدننا يتصف في بعض الحالات بتفاوتات صارخة، واختلالات عمرانية نتيجة اتباع تخطيط وتهيئة مجالية غير مناسبة، واللجوء إلى تقنيات متجاوزة لا تحمل أجوبة ملائمة للإكراهات، التي يفرضها التطور العمراني والتمدن الحضري، الذي نتج عنه خصاص كبير في البنيات والتجهيزات وبروز إشكالية السير والجولان بالمدارات الحضرية وخارجها. وبلغة المسؤول العارف بخبايا وأسرار المجال، دعا الوالي اليعقوبي، كبار المنتخبين والمسؤولين الجهويين والفاعلين في قطاع التعمير والإسكان بالجهة إلى «القطيعة مع الممارسات التقليدية للتخطيط وتبني مقاربات مبتكرة، والتحلي بالجرأة والشجاعة لتحفيز التفكير في تخطيط حضري يضمن تمويل وتوفير العرض السكني وضمان تجويد إنتاجه بتوفير مرافق وبنية تحتية عصرية وآنية سهلة الولوج بالجهة»، مؤكدا «ضرورة تعزيز دور إدارة المواطن في تبسيط المساطر والإجراءات المتعلقة بالتعمير ومواكبة المستثمرين، وإرساء حكامة تتماشى والخصوصية الفلاحية والطبيعية للجهة. وشدد الوالي، في الوقت نفسه، على ضرورة التفكير في تقليص الفاتورة الطاقية في البنايات والمنشآت الجديدة، وذلك بتحفيز استعمال الطاقات المتجددة والمواد الصديقة للبيئة وبإعادة تثمين مواد البناء المستعملة. وبرأي اليعقوبي، أن تحقيق خارطة طريق للتعمير والإسكان على صعيد جهة الرباط سلا القنيطرة، يستدعي تعبئة وتضافر جهود كافة الفاعلين المعنيين، كما حث على ذلك صاحب الجلالة الملك محمد السادس في النموذج التنموي المتوخى في التقليص من الفوارق المجالية والاجتماعية والتأهيل الاقتصادي والثقافي، عبر اعتماد وتبني مقاربة يكون المواطن في صلب أولوياتها. وكشف الوالي أن جهة الرباط سلا القنيطرة، تتميز بدينامية وحركية مجالية متسارعة، يطبعها تزايد الأدوار الفاعلة لطبقاتها سواء الحضرية أو القروية، إذ أصبحت مسألة التهيئة والتعمير، تتطلب مقاربات مبتكرة تأخذ بعين الاعتبار الإشكاليات والرهانات المطروحة على المجالات الترابية بكل مستوياتها، ولا تكتفي بالتصحيحات الطفيفة أو الملاءمات الجزئية أو الظرفية. عبد الله الكوزي

اليعقوبي يحرج خبراء الإسكان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحت الدف

المنصوري: اعتمدنا مقاربة تشاركية في الحوار حول التعمير

مقالات ذات صلة