مواطنون: نعم للأمن لا للتعسف

البعض قهره اللاأمن فرحب بتجاوزات السلطة وآخرون رفضوا سلوكات "شاذة" طلقها المغرب بالثلاث الكل يهلل للحملات الأمنية، التي جــاءت في وقت عصيب ارتفعــت فيــه الجريمة بشكــل مخيف، لدرجة أن العمليــات الإجــرامية أصبحت تتــم في واضحــة النهــار وأمام العلن، كأن المنحــرفين أسســوا دولة لهم لا مكان فيها لرجال الأمن. إلا أنه مـع هــذه الحــملات تراجعــت هــذه «الفــوضى والسيبة» كما يحلو للبعض تسميتها، وإن أبدى البعض تخوفا من أن تكون لهــا تبعات على المستــوى الحقــوقــي وتعيد المغرب إلى حقبــة أعلن الطلاق معها بالثلاث، في إشارة إلى سنوات الرصاص. نعم للأمن لا للتعسف من بين الذين ينظرون إلى هذه الحملات الأمنية بتحفظ، طارق، يبلغ من العمر 30 سنة، يعمل محاسبا، وإن كان يعتبرها ضرورية بحكم أن الوضع الأمني تدهور بشكل خطير، وأصبح الجميع يعاين اعتداءات يومية وأمام مرأى الجميع، بل أصبح المواطن "جبانا" بسبب نفوذ المنحرفين، ويرفض تقديم العون لأي ضحية اعتداء.بعد أن أخذ نفسا عميقا صرح قائلا وبحسرة" هناك عــوامل شجعت على تنامي الجريمة، منها قلة العناصــر الأمنية، والظروف الاجتماعية، فــأغلب المنحرفين من الهوامش، وتعــرضوا للتهميش ولم يؤطــروا لكي يصبحوا مواطنين صالحين، بل الأفظع من ذلك، أصبحنا نعاين ظهور الجريمة العائلية، إذ أصبحنا نقف أمام حالة يقوم فيها الابن بجريمته بمباركة والديه". وبخصوص سؤال حول ضرورة التعسف لضمان الأمن، قطب طارق حاجبيه، كأنه استغرب من طبيعة السؤال، قبل أن يجيب : "الأمن وحقوق الإنسان متكاملان، لأن الأمن حق من حقوق الإنسان، وبالتالي لا يجب للسلطة أن تستغل هذه المناسبة، وتتعسف في استعمال القانون، كما وقع مع بعض الموقوفين الذين حلقت رؤوسهم لأسباب غير معقولة، فهذا تدخل في الحياة الشخصية للأفراد، ومس بحق من حقوقهم الطبيعية"، قبل أن يختم" البعض يحاول ترويج أفكار المفكر الإنجليزي توماس هوبز، الذي دعا إلى استبداد الأنظمة من أجل ضمان الأمن، متناسين أن هذا الأفكار رميت في مزبلة التاريخ". أنصار هوبز إذا كان طارق ضد نظرية هوبز، إلا أن سعاد، تبلغ من العمر 28 سنة، عاملة بمصنع للخياطة بالحي الصناعي بمولاي رشيد، من أكبر أنصاره، وإن كانت لا تعرفه أصلا، بحكم مستواها التعليمي المتواضع، فسعاد مع الأمن ولو كلف الاستبداد، المهم حسب قولها " خاص الشفارة إتمحى ليهم الأثر".هذا الحقد و الغل على المنحرفين من قبل سعاد، له ما يبرره، إذ تعرضت لثلاث عمليات سرقة تحت التهديد بالسلاح من قبل منحرفين من حي مولاي رشيد، استهدفت العملية الأولى سلسلتها الذهبية، والثانية والثالثة كانتا قاسيتين عليها، لأنها استهدفت أجرتها نصف الشهرية.تتذكر سعاد تلك الأيام بمرارة. قالت بحسرة كبيرة " عمرني نسى تلك الأيام، ملي كنت مع صحاباتي خارجين من مصنع، يالله مخلصين، ووقفــوا علينا خمسـة شفــارة هازين جناوة، داو لينا رزقنا كامل، ترجيتهم نقسموا معــاهم المانضا، ساعة والو، خداو كولشي أو مشاو، واخا ديكلارينا، دازت مدة طويلة عاد شـــدوهم، دوزوا الحبـــس أو خـرجو دغيا، راهم باقين كي تعرضو لبنات المصنع".ترى سعاد أنها مع تعسف السلطة، إذ تؤكد" المهم عندي إنقيو الدنيا من الشفارة، رهم طغاو بزاف، أنا ملي كنشوف شي بوليسي شد شي شفار أو مضربوش كيبقى فيا الحال، خاصو لعصا كيف شحال هادي، باش عمرو إعاود ، لأن المغاربة كامونيين، أو خاص حتى الحبس إعاودو فيه نظر، وإخدموهم شي خدمة ديال تمارة، ما شي إظل ناعس تمة حتى كي سمان".نظرية المؤامرة حاتم، (يبلغ من العمر 23 سنة)، تخرج حديثا أستاذا للرياضة، له وجهة نظر أخرى، أساسها "نظرية المؤامرة" إذ حسب قوله، إن السلطات من تقف وراء ظاهرة "التشرميل" من أجل استعادة هيبتها الضائعة التي تميزت بها في حقبة وزير الداخلية الأسبق الراحل إدريس البصري، بعد أن خرج الأمن عن السيطرة. وشدد حاتم بكل ثقة "التشرميل كان موجود شحال هادي، والسلطة رداتو تكتل فحال شي حزب، أو تنظيم معين أو طلقوا عليه حملات إعلامية، باش تكون تدخلات أمنية عنيفة بحجة محاربة الجريمة". وبعد أن صمت برهة، استرسل معترفا: "الحملات الأمنية مبادرة مزيانة، ما غاديش نكر، لأن عندها جانب إيجابي هو إحاربوا فئة المشرملين، ولاستتباب الأمن، لكن لها جاني سلبي أيضا غادة تكون محاولة لقمع الحريات ، خصوصا ملي ولا المقدم والمخازنية عندهم سلطة إيقاف أي مشتبه فيه، وهاذ شي كي فكرنا بعهد سنوات الرصاص".مصطفى لطفي

مواطنون: نعم للأمن لا للتعسف

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شباب يتمنطقون بالروايات والدواوين والقصص للرد على "المشرملين"

"طوندوز" الداخلية يبحث عن الأمن في رؤوس المواطنين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات