حملة اعتقالات غير مسبوقة ضد مشاغبين تثير علامات استفهام وتخوفات من عقوبات «الويكلو» لفتت انتباه الجمهور الرياضي، مع بداية الموسم الكروي، حملة أمنية على جماهير اتهمت بالشغب ومحاولة إثارة الفوضى، في بعض المباريات الهامة في البطولة الوطنية لكرة القدم، كما صدرت بلاغات أمنية تضمنت معلومات عن اعتقال العشرات في مناطق مختلفة، على غرار الرباط والبيضاء، وحجز أسلحة بيضاء وشهب اصطناعية. ولم تستثن هذه الإجراءات الجديدة رقعة الملعب، إذ عاينت "الصباح" اعتقالات لجماهير من قبل فرق أمنية خاصة، على غرار ما حدث في مباراة الوداد الرياضي والدفاع الجديدي، أول أمس (الاثنين)، لحساب الجولة الثانية من البطولة، بملعب محمد الخامس، وهو "تصعيد" غاب عن أغلب المباريات الموسم الماضي، حتى التي عرفت أحداث شغب كبيرة. وإذا كان الأمن قد أعد خطة مسبقة لمحاربة المشاغبين مع بداية البطولة هذا الموسم، وهذا من حقه بل من واجبه، فإن جماهير ومتابعين لكرة القدم الوطنية، ينتظرون فقط توضيحات بخصوص ذلك، خاصة أن وتيرة الاعتقالات وضبط المشاغبين ارتفعت بشكل واضح خلال الجولتين الأوليين من البطولة، في وقت رفعت جماهير فرق معروفة، مثل الوداد والرجاء والجيش، شعار "موسم دون ويكلو"، لحث الجماهير على التحلي بالروح الرياضية وتجنب الشغب والفوضى. وتخشى شريحة كبيرة من جماهير الأندية الوطنية، أن تؤثر هذه الحملة الأمنية، التي تستهدف مشاغبين، على قرارات الجامعة الملكية لكرة القدم، وأن يمنحها ذلك مبررا لإنزال عقوبات صارمة على أندية، وحرمانها من جماهيرها في مباريات مصيرية، معتبرين أن الذين ضبطوا خلال حملة الاعتقالات، لا علاقة لهم بجماهير الأندية، التي اتخذت من الروح الرياضية وتفادي "الويلكو" شعارا لها في بداية البطولة. بالمقابل، لم تتأخر جماهير الأندية الوطنية في الرد على هذه الحملة، واستباق أي قرارات تأديبية من الجامعة، بنشر صور لها مجتمعة قبل المباريات، لبعث رسالة لمن يهمه الأمر، والتأكيد على أن الأمور تسير بخير بين فرق الأندية الوطنية، وأنها أخذت عهدا بتجنب الشغب خلال هذا الموسم، بل وتم استقبال جماهير الفرق الزائرة في مدن عديدة، بأحسن الطرق، على غرار ما حدث لجماهير الجديدة وآسفي بالبيضاء، وجماهير المحمدية بخريبكة، ومناصري تطوان بفاس، وأكادير ببركان. هدف الأمن وجماهير الأندية واحد، هو ضمان الأمن في الملاعب، وجعلها مكانا تبث فيه الروح الرياضية والإنسانية، ولا شك أن الجميع ينتظر من الجامعة السير على المنوال نفسه، وعدم الاكتفاء بتسليط عصا العقوبات، التي أثبتت المواسم الكروية السابقة، أنها ليست الحل الصحيح لمواجهة قلة قليلة من المشاغبين. العقيد درغام