بوتفليقة يعيد حكاية بومدين

يقترب عبد العزيز بوتفليقة الرئيس، الذي يحكم الجزائر رغم متاعبه الصحية منذ 1999 من الدخول إلى التاريخ السياسي للجارة الشرقية باعتباره أول رئيس يصل إلى الولاية الرابعة. كما لا يوجد في الجزائر اليوم من يمكنه منافسة أكثر الشخصيات التي تركت بصمة في الحياة السياسية ، خاصة أنه يعتبر مهندس المصالحة الوطنية، التي وضعت حدا لحرب أهلية أسفرت عن أكثر من 200 ألف قتيل. ومنذ دخول بوتفليقة، الذي تجاوز 76 سنة من العمر، المستشفى العسكري في باريس أول مرة في 2005 للعلاج من قرحة في المعدة, أصبح اختفاؤه يثير التساؤلات ويتسبب في انتشار شائعات حول وفاته كما حدث عند نقله للعلاج آخر مرة منتصف السنة الماضية بسبب جلطة دماغية أبعدته عن الجزائر ثلاثة أشهر.عاد بعدها إلى الجزائر على كرسي متحرك ليخضع لفترة نقاهة لم يخرج منها إلى اليوم، وذلك رغم ظهوره المتكرر على التلفزيون من حين لآخر لاستقبال بعض زائريه. وقبل ترشحه لرابع ولاية كان بوتفليقة حطم الرقم القياسي في رئاسة البلاد بأكثر من 14 سنة، متقدما في ذلك على الرئيس هواري بومدين، الذي قضى 13 سنة في رئاسة وصل إليها بانقلاب عسكري ولم يتركها إلا بوفاته سنة 1978.ودخل الرئيس الحالي للجزائر في السنوات الأولى لاستقلال بلاده عندما تقلد منصب وزير الشباب والرياضة والسياحة في أول حكومة للرئيس أحمد بن بلة (1962 - 1965). ولم يمنعه سنه الصغير (26 سنة) من أن يصبح وزيرا للخارجية خلفا لمحمد خميستي الذي اغتيل أمام المجلس الوطني سنة 1963 وبقي في هذا المنصب 16 سنة إلى ما بعد وفاة هواري بومدين.بعد ذلك تعرض للتهميش والاتهام بالفساد، فما كان منه إلا أن قرر الابتعاد عن الحياة السياسية سنة 1981 و الاقامة بين دبي وسويسرا.ووصل بوتفليقة الى الحكم بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية في 1999 بنسبة 90.2 في المائة من الأصوات، ثم أعيد انتخابه في 2004 و2009 بفضل تعديل دستوري يلغي تحديد عدد الولايات الرئاسية باثنتين.وكان هم بوتفليقة منذ ولايته الأولى إعادة السلم إلى بلاده التي انهكتها «حرب أهلية» كما وصفها في التسعينات وأسفرت عن مقتل حوالي 200 ألف.وطرح بوتفليقة سنة 1999 قانون الوئام المدني للاستفتاء الشعبي ثم ميثاق السلم والمصالحة الوطنية في 2005 وهو ما سمح بإطلاق سراح آلآف الإسلاميين من السجون وإلقاء السلاح بالنسبة إلى آلاف آخرين والعودة إلى الحياة الطبيعية مقابل «العفو عنهم» وعدم متابعتهم أمام القضاء.وتميزت الحياة السياسية إبان حكم بوتفليقة بالركود وغياب النقاش الحقيقي حتى داخل الحكومة حول القضايا الكبرى بما انه كان يمرر كل القوانين والتعديلات الدستورية بدعم من حزبه جبهة التحرير الوطني وحليفه الدائم التجمع الوطني الديموقراطي، واجه خلالها عدة أزمات سياسية خرج منها بسلام بفضل توفر أموال النفط والحنكة الدبلوماسية.ولامتصاص غضب الشارع في 2011 أعلن رفع حالة الطوارئ بعد 19 سنة من فرضها، كما أعلن إصلاحات سياسية تفاديا لتداعيات الربيع العربي, من خلال سن قوانين انتقدتها المعارضة بقوة واعتبرتها تكريسا لاستفراد الرئيس بالسلطة.ي ق

بوتفليقة يعيد حكاية بومدين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عملية التصويت بدأت في المغرب

رئاسيات الجزائر... ستة متنافسين ومرشح وحيد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات